الخطوة الأولى للمشاركة في حل أي مشكلة هي الاعتراف بوجودها.. بعد تلك البداية المهمة¡ تأتي خطوات أخرى لا تقل أهمية تساهم في جعل الإنسان جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة.
من هذه الخطوات مبدأ التفكير الإيجابي متمثلاً بامتلاك القناعة بأن لكل مشكلة حلاً. من يمتلك هذا الشعور يرى حلاً في كل مشكلة¡ وليس مشكلة في كل حل.
يأتي بعد ذلك التفكير النقدي المستقل والنقاش الموضوعي والطرح العلمي وقبل كل شيء الرغبة في حل المشكلة.
تلك مبادئ وشروط أساسية في حل المشكلات. ولكن ماذا عن الأساسيات أو الشروط المطلوبة لصنع المشكلات¿ سوف نخرج بالموضوع من إطاره الإداري إلى أفق أوسع يشمل الأفراد والمنظمات والدول.
على مستوى الأفراد¡ الفرد يمكن أن يتسبب في إحداث مشكلة متعمداً أو عن طريق الخطأ ثم ينسحب أو يعتذر ويحاول المساهمة في معالجة الخطأ وإراحة ضميره.
على مستوى المنظمات نتجه إلى ميدان السياسة ونسأل: هل يمكن لمن صنع المشكلة لمصلحته الخاصة أن يسعى إلى حلها أو يكون مؤهلاً لحلها¿ منظمة حزب الله التي دمرت لبنان وصنعت أزماته كآلة عسكرية إيرانية¡ هل من مصلحتها استقلال لبنان واستقراره¡ هل تعترف بوجود مشكلة أصلاً ناهيك عن الرغبة في حلها¿ هل لديها انتماء حقيقي للبنان¿ الحقيقة الواضحة أن حل أزمات لبنان يكمن في (حل) حزب الله لأنه هو المشكلة وليس الحل.
على مستوى الدول نجد حالة غريبة تحيط بها الشكوك¡ وهي حالة النظام القطري الذي يمارس ما يمكن أن نطلق عليه الذكاء الغبي. النظام القطري يصنع المشكلات بماله وإعلامه ثم يتقدم ليقوم بدور الوساطة لحلها ليظهر بمظهر البطل. هذا جانب من القصة¡ الجانب الآخر لهذا النظام هو فتح باب الخيانة وزرع الفتن تمهيداً لدخول الغزاة إلى الوطن العربي تنفيذاً لسياسة التوسع العدوانية الإيرانية والتركية.
أعود بكم إلى الأساسيات المطلوبة لحل المشكلات المذكورة آنفاً حيث لا يتوفر أي شرط منها لدى النظام القطري¡ لا تتوفر الاستقلالية ولا التفكير النقدي ولا الرغبة في الحل¡ الشيء الوحيد المتوفر هو المال وهو يساهم في صنع المشكلات وإحداث الفوضى ولكنه غير كافٍ لابتكار الحلول وهذا هدف يصعب تحقيقه بدون توفر الذكاء.
قلنا في تمهيد المقال إن الخطوة الأولى لحل أي مشكلة هي الاعتراف بوجودها. هل ننتظر من صناع المشكلات لمصالحهم الخاصة الاعتراف بوجودها¿! لو فعلنا ذلك فهذا يشبه أن ننتظر من قناة الجزيرة أن تعترف أنها قناة كاذبة وأنها أحد نجوم الذكاء الغبي.




http://www.alriyadh.com/1826857]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]