حكم الملك شاؤول بن كيش في الفترة بين عام 1020 وعام 1000 قبل الميلاد وهزم أعداء بني إسرائيل من العماليق وغيرهم. نعرف هذه الشخصية في تراثنا العربي والإسلامي باسم طالوت الذي ورد ذكره في القرآن الكريم في حربه مع جالوت. مقالة اليوم تحاول أن تستعرض عدداً من الدروس القيادية من قصة شاؤول الملك..
القيادة مطلب لتحقيق الهدف: بعد وفاة موسى عليه السلام تعرض بنو إسرائيل للكثير من الهجمات. الأمر الذي دعاهم ليطلبوا من نبيهم صموئيل عليه السلام أن يختار ملكاً ليقودهم. وهكذا حال المنظمات والدول والتي لا تستطيع أن تنجح بدون قيادة مقتدرة مهما توفرت الموارد وعوامل القوة.
أهمية الخبرة واللياقة الصحية لدى القائد: اعترض بنو اسرائيل على اختيار طالوت لكونه من فصيلة معينة وليس غنيا. ونلاحظ رد صموئيل عليه السلام بأن الله عزوجل آتى طالوت بسطة في العلم والجسم. والتي تترجم بلغة عصرنا بالخبرات والمهارت القيادية والمعرفة بالمجال. أضف لذلك اللياقة الصحية والتي بدونها لن يتمكن القائد من إتمام مسؤولياته. وهنا تأكيد على أن معايير الاختيار للقائد لا يجب أن تبنى على محسوبيات أو مناطقية وغيرها.
اختبار كفاءة المنظومة والموظفين: أراد طالوت أن يختبر مدى ولاء جنوده وقوة تحملهم¡ فكان توجيهه لهم بعدم الشرب من النهر الذي سيمرون عليه مع السماح بغرفة واحدة باليد. وكانت النتيجة أن جيشه المكون من سبعين أو ثمانين ألفاً لم يلتزم بالأوامر ويتبق منه إلا أربعة آلاف فقط. في الواقع¡ يتم تطبيق هذا المبدأ الإداري اليوم بعمل اختبارات لقياس مستوى مهارة وكفاءة الموظفين والقياديين في المنظمات. وتعتبر مفيدة للغاية في معرفة الواقع ومواطن الخلل والتحسين المطلوبة.
أهمية التواصل في الأزمات: عندما تواجه الجيشان¡ بدأ البعض في جيش طالوت بنشر رسائل سلبية بأنه لا طاقة لهم ولا قدرة على هزيمة جيش جالوت. وهنا كانت الرسالة (كَم**مِّن**فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ**وَاللَّهُ**مَعَ**ال صَّابِرِينَ). وهكذا¡ في وقت الأزمات والمواقف الصعبة يحتاج الموظفون إلى رسائل إيجابية وتطمينية من القيادة لأن الاستقرار النفسي وزرع الثقة وبنائها من أهم عوامل النجاح.
النجاح نتيجة عمل جماعي: لاحظ في التعبير القرآني استخدام كلمة (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ**دَاوُودُ جَالُوتَ) مما يؤكد على أهمية العمل الجماعي بروح الفريق في تحقيق الإنجازات وإن تخللها تميز لجهود فردية كما حصل في قتل داوود عليه السلام لجالوت.
تمكين القادة الشباب: أعد طالوت من بعده داوود عليه السلام وحرص على تمكينه وإعداده ليرث الملك من بعده. وفي الوقت نفسه لا بد من الإشارة إلى الالتزام بالطاعة والتبعية من داوود عليه السلام لقائده. وهكذا الحال في بيئات العمل الصحية التي يحرص فيها القادة على تمكين فريقهم وبالمقابل يدين أفراد الفريق بالطاعة والالتزام وصدق المشورة لقائدهم.




http://www.alriyadh.com/1836623]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]