يحق لي أن أطلق "القارة" على وطني المملكة¡ وذلك لعدد من الأسباب¡ وهي: مساحتها الجغرافية الكبيرة¡ وتعدد التضاريس بها وتنوعها.. وموقعها الجغرافي الاستراتيجي المهم بين القارات الثلاث.. ومركزها وثقلها الاقتصادي العالمي ودورها السياسي الإقليمي¡ وهي قلب العالم الإسلامي¡ وقبلة ما لا يقل عن مليار مسلم حول العالم¡ والحلم الأكبر لهم الوصول إليها من أجل أجمل الرحلات إلى أرضها الطيبة وأداء مناسك الحج والعمرة¡ وهي دولة تفتح أبوابها وقلبها للجميع¡ وإضافة إلى التنوع الثقافي بين مواطنيها¡ وشعبها الذي يتميز بالتعايش بالفطرة.
سكن المملكة أبناء الجزيرة العربية من العرب وقد اختلط وسكن معهم أناس من كل بقاع الأرض فاستوطنوها¡ وأصبحوا مواطنين يقاسمون السكان الأصليين "الحلوة والمرة"¡ وحدث ذلك الاندماج الثقافي بينهم فكانت رؤية الوحدة التي حققها الموحد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه -.
إن المملكة في عيدها التسعين تعيش مرحلة جميلة فهي قد كفلت العيش الكريم للجميع والعيش على أراضيها¡ فالمواطنون لهم الحقوق المتساوية وعليهم الواجبات ذاتها لا فرق بين صغير وكبير أو غني وفقير¡ وكل من تشرف بحمل الجواز السعودي فهو مواطن من الدرجة الأولى¡ فلا توجد لدينا درجات أو تفرقة بين المواطن الأصلي أو من حمل الجنسية السعودية لاحقا¡ فكلاهما مواطن يُحترم ويَحترم. والجواز السعودي واحد يحمله كل من يستحق هذا الوطن الكبير ويمنح في حدود معروفة وباشتراطات قامت بها أعلى المستويات من الجهات الحكومية¡ وتمنح لمن تتوافق معه الشروط ليكون بذلك مواطنا عليه من الحقوق وله من الواجبات ما هو معروف.
إن المملكة دولة عظيمة ممتدة من الخليج العربي إلى البحر الأحمر وحدودها مترامية الأطراف فجاورت العراق وبلاد الشام شمالا¡ ودولا عريقة في الجنوب مع كثافة سكانية واقتصادية¡ في وسطها العاصمة الشامخة وسط الصحراء "الرياض" وبلاد نجد. هذا الموقع وقوة الاقتصاد ومع وجود مكة المكرمة والمدينة المنورة جعلتها محط أفئدة المسلمين قاطبة والباحثين عن الفرص التجارية الجمة¡ ما أكسبها تعددا في اللهجات وغنى بالثقافات والتراث.
يضاف إلى ذلك أن نسبة كبيرة جاءت منذ أكثر من ثلاثة قرون إلى الأماكن المقدسة فسكنوا مكة المكرمة والمدينة المنورة¡ ومع مرور السنوات ثبتت وطنيتهم وحبهم للأرض وحملوا الجواز السعودي فقد منح لهم من أعلى سلطة في الدولة¡ ولم يكن ما يربطهم بالأرض الجواز فقط¡ ولكن حب وانتماء وتضحية وساهموا في التنمية والاقتصاد حين كان الوطن بحاجة لكل مخلص أمين.
يخرج لنا بين فترة وأخرى متنمر أو متنمرة ببطش معلن وبلا حياء أو خجل بل بكل الجبروت والقسوة على أحد مكونات المجتمع في المملكة وكأن نسيج الوطن يجب أن يكون نوعاً واحداً¡ متجاهلين التنوع الذي يعيشه هذا الوطن الكبير¡ فنحن قارة متعددة التضاريس والمناطق ويسكنها عدد كبير من القبائل¡ وهناك تعددية ثقافية وفكرية ومذهبية¡ ويشاركنا عدد من المقيمين من كل بلاد العالم تقريباً. أرى بعد كل ما سبق أننا نذهب في طريق رؤية عظيمة¡ وانتهى زمن من يرانا أو يريدنا كما يشاء¡ فنحن القارة السعودية الكبيرة.




http://www.alriyadh.com/1845877]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]