إذا كانت بعض التقديرات تشير إلى أن إجمالي عدد المساكن في المملكة ــ المشغولة والشاغرة ــ تصل إلى نحو ستة ملايين ونصف المليون مسكن¡ فهذا يعني أنه بموجب معدل التوزيع العام لتلك المساكن يوجد لكل أسرة سعودية مسكنان اثنان تقريباً. الأمر الذي يؤكد أنه لا يوجد لدينا على أرض الواقع شح في عدد المساكن بالنسبة للأسر السعودية ما لم ينافسهم بطبيعة الحال على تلك الوفرة من المساكن شريحة المقيمين الوافدين للعمل في المملكة¡ علماً بأن هؤلاء المقيمين هم أقل من ثلث إجمالي عدد السكان¡ فلماذا إذاً نسبة التملك للمساكن بين الأسر السعودية لا يكاد مؤشرها يتجاوز نطاق الـ(60 %)¿ ثم ما مدى صحة ودقة ما توحي به الأرقام من أن اثني مليون أسرة سعودية أو تزيد قليلاً¡ من إجمالي ما يزيد على ثلاثة ونصف مليـون أسـرة هي من تمتلك ما يفوق الستة ملايين مسكن في المملكة¡ بمتوسط ثلاثـة مساكن للأسرة الواحدة تقريباً¿ هذا في تصوري بعض ما يسعى للإجابة عليه النظام الآلي لحصر ملكيات المساكن¡ الذي وافق مجلس الوزراء خلال جلسته يوم الثلاثاء الماضي على بدء العمل به¡ ليكون أداة تساعد في توجيه الدعم السكني إلى مستحقيه¡ على نحو أكثر كفاءة. فهذا النظام الآلي¡ وفق ما صدر بشأنه في السابق من قرارات¡ قد قضى مجلس الوزراء منذ عدة سنوات بأن تتولى وزارة الشؤون البلدية والقروية إنشاءه وتطويره¡ وربطه بأنظمة المعلومات القائمة في الجهات ذات العلاقة¡ مما يستنتج منه أن النظام قد اكتمل حالياً¡ وينتظر شارة البدء لتغذيته بالبيانات بعد حصرها.
مرور تلك السنوات غير القليلة منذ صدور التوجيه بإنشاء النظام¡ وما استجد من احتياجات في سوق الإسكان¡ لم تؤكد فقط على أهمية هذا النظام¡ والحاجة الماسة إلى الاستفادة مما يوفره من بيانات جرى حصرها عن ملكيات المساكن¡ وإنما عززت أيضاً الثقة في المزايا الكامنة بالنظام¡ وأنه لا يعتبر قاعدة بيانات لحصر ملكيات المساكن وحسب¡ وإنما نقطة انطلاق لكي يصبح منصة جيومكانية عن المساكن في المملكة¡ لا تقتصر على مجرد المعلومات المتعلقة بالملكية¡ وإنما تتسع لتشمل أيضاً بيانات عن موقع كل مسكن¡ ومدى ارتباطه بشبكة المرافق العامة¡ ومعلومات عن المسكن ذاته¡ بما في ذلك قيمته التقديرية وخلاف ذلك من البيانات الأساسية¡ التي يتطلع العديد من المهتمين لمعرفتها¡ ويمكن أن تتاح لهم بضوابط عبر هذه المنصة¡ التي تحدث بياناتها تلقائياً من خلال ربطها بأنظمة المعلومات في الجهات ذات الصلة.




http://www.alriyadh.com/1845937]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]