ما شهدته مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والمتعددة من ردة فعل بعد خسارة أحد فرق الدوري لنتيجة مباراة دورية "لن تكون الأولى ولا الأخيرة" يدعو للاستغراب فكيف وصل الحال بمثل هؤلاء المشجعين من تجاوزات تأبى النفس البشرية السوية قبولها¡ ومن الذي أوصل مثل هؤلاء لمثل هذه الحالة المرضية الصعبة!
التعصب الرياضي قد يُقبل في مراحل معينة من الجماهير الرياضية ومسؤولي الأندية لكن عندما يصل لحالة الكره والغليان وإقصاء المنافس فهنا يجب التوقف! ومعالجة الأمر.
فالدعاء على المنافسين أو الحكام "بأن يقصم الله ظهورهم¡ ويحرق معالم وجوههم¡ ويقضي على نسلهم" لمجرد خطأ تحكيمي غير مقصود في مباراة عادية محصلتها النهائية ثلاث نقاط فقط يدعوني لأن أطالب كل مشجع أي كان لون قميص الفريق الذي ينتمي له بالحفاظ على صحته¡ والابتعاد عند كل ما يعكر مزاجه ويؤثر على صحته ونفسيته فالمحافظة على الصحة والبحث عن الدواء واجب وهو من الضروريات الخمس التي جاء بها الإسلام بل إن التوجيه في ذلك صريح "تَدَاووا عباد الله".
هذه الحالة الصحية الصعبة لمثل هؤلاء المشجعين "ضحايا المتعصبين من مسؤولي أندية وإعلام ومن لفَّ لفهم" والتي تتنافى مع الروح الرياضية وقوانين كرة القدم لاعلاج لها بعد توفيق الله إلا بالعيادات النفسية¡ فالنفس تمرض كما هو الجسد وهي بحاجة للعلاج ومثل هؤلاء بحاجة لمن يأخذ بأيدهم ليتجاوزا مثل هذه الاعتلالات النفسية الخطيرة والمؤثرة عليهم وعلى المحيط الذي يتواجدون به¡ وهذه مهمة الأطباء النفسيين الذين عليهم المبادرة والتواجد اليوم قبل الغد بين مشجعي كرة القدم وتقديم النصيحة لهم وتوعيتهم بخطر هذا المرض في حالة تركه من دون علاج!
فلا فرق بين مريض الجسد ومريض النفس فكلاهما بحاجة ماسة للعلاج من ما يعانيه من اعتلالات نفسية للتعافى والعودة ليكون عنصرًا فعالاً بمحيطه ومجتمعه¡ كما أن ثقافة الناس اليوم ليست كما هي بالأمس في تقبلها للطبيب النفسي¡ فالفجوة بينهما تلاشت والإيمان برسالة الأطباء النفسيين عالية.
فهل ستجد مثل حالة هؤلاء المشجعين المتعبين نفسيًا وليس المتعصبين كما يبرر هواة التعصب ورموزه في الأندية والإعلام لمبادرة من الأطباء النفسيين لدينا ولو على سبيل التوعية¡ أم أن الأمر سيستمر كما هو عليه بانتظار خسارة لقاء آخر لينفجر هؤلاء وتسوء حالتهم ويصل ضررهم لغيرهم¿
الأمر لا يحتمل التأجيل والجميع شركاء فيما وصل له حال مثل هؤلاء المشجعين¡ وعلى الجميع مساعدتهم ومد يد العون لهم ليتجاوزوا آلامهم.. اللهم بلغت.
فاصلة:
تواضع عند النصر¡ وابتسم عند الخسارة ولا تحمل الأمور أكثر مما تحتمل¡ فصحتك أهم من أي خسارة في أي لعبة كانت¡ ولا تجعل نفسك لعبة في أيدي محبي الإثارة¡ وهواة التعصب.




http://www.alriyadh.com/1851919]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]