حرص الملك عبدالعزيز -رحمه الله- منذ تأسيس المملكة¡ على أن يكون مبدأ الشورى¡ قاعدة أساسية لإدارة شؤون الوطن ومناقشة أموره¡ واستحداث أي أنظمة أو قرارات ترتبط بتطوير أداء أجهزة الدولة ومؤسساتها¡ وتمس حياة المواطن¡ والاستماع إلى همومه وآرائه ومقترحاته¡ إضافة إلى كل ما يتعلق بتطوير الأنظمة وتحديثها اعتماداً على الآية الكريمة «وأمرهم شورى بينهم».
ولذلك جاء حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على إلقاء الخطاب أمام مجلس الشورى¡ خلال تدشين أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة¡ تأكيداً على الاهتمام الكبير الذي توليه قيادة المملكة للمجلس ودوره المحوري في رسم سياسات البلاد¡ حيث قدم الخطاب رؤية شاملة لجميع القضايا والمجالات التي تهم الوطن والمواطن¡ وتنعكس على مسيرة التنمية الشاملة التي تعمل عليها حكومتنا الرشيدة¡ وتسعى إلى تحقيقها في كافة الجوانب لتلبية احتياجات المواطنين وتحقق تطلعاتهم.
الخطاب الملكي تميز بالشفافية والوضوح في تناوله لجميع التحديات المحلية والإقليمية والدولية¡ والأهداف التي تطمح الدولة في الوصول إليها¡ وشرح مواقف المملكة حيال الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية¡ وتأكيده -حفظه الله- على استمرار نهج المملكة في مواصلة مسيرة الإصلاح الاقتصادي وتعزيز جهود التنمية.
مجلس الشورى شريك في صناعة القرار¡ ومناقشة الأنظمة والمعاهدات والاتفاقيات ودراسة سياسات وخطط الدولة العامة¡ وخادم الحرمين حريص على قيام المجلس بدوره الكامل¡ بحيث تتعاون جميع سلطات الدولة أثناء مناقشة الموضوعات¡ وإصدار القرارات الداعمة لمسيرة التنمية في المملكة¡ والتي تهم الوطن والمواطن¡ وتساهم في رفع جودة الخدمات المقدمة من جميع أجهزة الدولة.
المملكة مستمرة في استكمال تطوير أنظمتها النافذة وتحديثها بما يساير المستجدات ومتغيرات العصر¡ وتطوير اقتصادها¡ معتمدة بعد الله على سواعد أبنائها¡ وقد أثبتت رؤية المملكة 2030¡ والأرقام التي كشفها الاقتصاد السعودي مؤخراً¡ متانة اقتصاد المملكة ومرونته وقدرته على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية¡ وبرهنت على فاعلية الإصلاحات الهيكلية والسياسات المالية والاقتصادية الرامية إلى تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته وتنوعه نحو تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة¡ وهذا بدوره أدى إلى تفوق الاقتصاد السعودي¡ من حيث الأداء مقارنة بأكبر عشرة اقتصادات في العالم خلال الربع الثاني من 2020¡ وهي الفترة التي عانت خلالها جميع الاقتصادات العالمية من تأثير جائحة كورونا.




http://www.alriyadh.com/1852880]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]