نزل شخصٌ قرب شخصٍ آخر في البرية أيام الربيع¡ فأراد الأول أن يذهب إليه ويتعرف به¡ وفعلاً ذهب ودخل المخيم وسلم¡ ولكنه وجد القوم يلعبون الورق¡ فظل ينظر ويراقب وينصت إلى الأصوات المتعالية والنبرات والكلمات النابية ما بين بعض اللاعبين.. ثم جاء الخادم ونادى بالعشاء¡ فنهض القوم يتبعون الرجل والذي مسك بيدي صاحبين من أصحابه وساروا¡ ثم إن الرجل انتظر أن يقول له أحدٌ: تفضل¡ ولكن لم يقلها أحد..! بعد فترة رجعوا ثم عادوا إلى ما كانوا عليه من اللعب ولم يلتفت إليه أحد¡ نهض الرجل يريد العودة من حيث أتى¡ ولكن ثوبه علق في طنب الخيمة فعثر وسقط¡ فتعالت الضحكات والتعليقات والنكات¡ فقام وهو ينفض الغبار عن بشته وثيابه¡ واتجه إلى سيارته¡ ثم أخرج ورقة من دفترٍ كان معه وكتب عليها: إلى فلان الفلاني سمعت بنزولك قربنا¡ فجئت إليك كي أدعوك وأرحب بك¡ وقد عرفتك بنفسي¡ وأنا أمد لك يدي التي صافحتها ببرود وسحبتها من يدك¡ ونحن أيها الرجل¡ دائماً في حياتنا نتعلم في كل يوم شيئاً جديداً¡ وقد ازددت علماً منك اليوم حيث تعلمت فوق ما كنت أعلم¡ تعلمت أن اللؤم والخسة والدناءة لا يعالجها ولا ينفع معها مالٌ ولا ثروةٌ مهما كثرت وتضخمت! ثم إنه نادى أحد خدم الرجل وأعطاه إياها¡ وقال: سلمها لسيدك¡ فلما رآه استلمها حرك سيارته وانصرف¡ وبعد بضع دقائق رأى مجموعة من السيارات قد انطلقت تريد اللحاق به¡ ولكنه أسرع وزاد في سرعته التي أثارت غباراً كثيفاً خلفه ولم يتوقف إلا عند باب خيمته¡ وفيما بعد¡ حاول اللئيم عندما عرف مكانة الرجل أن يصلح غلطته¡ فوسط أكثر من شخصية معروفة ولكنه رفض تلك الوساطات ولم يقبلها.
هذه حكاية عن واقع حال بعض الناس الذين لا يحرصون**ولا يهتمون إلا بالوجهاء وأصحاب الثروات¡ وينسون أن هناك مزايا وأخلاقاً وثروات يمتلكها النبلاء والشرفاء وذووا الأنفس الكريمة¡ ثروات هي أنفس من الذهب والفضة¡ وأنفس من العقارات والأسهم¡ ألا وهي عزة النفس¡ وتلك ثروة لا يمتلكها إلا صناديد الرجال من ذوي الكرامة و الشهامة والإباء.




http://www.alriyadh.com/1853113]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]