تعتبر الأمثال من أبرز عناصر الثقافة العربية¡ وهي مرآة لطبيعة ومعتقدات الناس¡ لتغلغلها في معظم جوانب حياتهم.. كما أنها تعكس مواقف مختلفة¡ وتساهم في تشكيل اتجاهات وقيم المجتمع مما جعلها محوراً أساسياً للكثير من الباحثين.. وهناك أمثال عربية نتداولها ولا نعرف حكايتها..
وافق شَنّ طَبقَة
يضرب هذا المثل عند اتفاق العقلاء¡ وحدوث الوفاق والتفاهم بين المتحابين والمتزوجين..
كان هناك رجلٌ من دهاة العرب يدعى شَن¡ لما رغب في الزواج قال: والله لأطوفنّ حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها¡ وبينما هو في مسيره للبحث¡ رافقه رجل في الطريق¡ فسأله شن عن وجهته¿ فقال الرجل: موضع كذا¿ فرافقه شن¡ وفي طريقهما¡ سأله شن: أتحملني أم أحملك¿ فقال الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب¡ فكيف أحملك أو تحملني¿ فسكت شن.. وظلا على سيرهما حتى إذا اقتربا من القرية المقصودة¡ إذا بزرع قد حُصد¡ فقال شن: أترى هذا الزرع أُكل أم لا¿ فقال الرجل: يا جاهل ترى نبتًا مستحصدًا فتقول: أُكل أم لا¿ فسكت أيضاً شن.. حتى إذا دخلا القرية وجدا أمامهما جنازة¡ فقال شن: أترى صاحب النعش حياً أم ميتاً¿ فتعجب الرجل من سؤاله!
فلما وصلا القرية¡ رفض الرجل أن يترك شن حتى يضيفه¡ وكان له ابنة يقال لها طبقة¡ فلما دخل عليها أبوها حدثها بما دار بينه وبين شن¡ فقالت: يا أبتِ ما هو بجاهل¡ أما قوله: أتحملني أم أحملك فإنما قصد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا¡ ولا نشعر بالمسافة¡ وأما قوله: أترى هذا الزرع أُكل أم لا¿ فقصده هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا¿ وأما قوله في الجنازة فقصد به هل ترك المتوفى ولدًا يحيي ذكره أم لا¿
ففطن الرجل لمقصد شن¡ وخرج إليه وأخبره بجواب أسئلته¡ فقال شن: ما هذا بكلامك¡ فأخبرني من صاحبه¿ قال: ابنتي طبقة¡ ولما رأى شن رجاحة عقلها خطبها منه وزوجه الرجل إياها وحملها إلى أهله¡ فلما عرفوا عقلها ودهاءها قالوا: وافق شَنٌّ طَبَقَة.
خلا لكِ الجو فبيضي واصفِري
يضرب هذا المثل في الحاجة عندما يتمكن منها صاحبها¡ وأول من قال ذلك الشاعر طرفة بن العبد¡ وذلك أنه كان مع عمه في سفر وهو صبي¡ فنزلوا على ماء¡ وذهب طرفة فنصب فخاً لطيور القنابر¡ وبقي طول النهار ولم يصطد شيئاً. فحمل فخّه ورجع إلى عمه¡ وأثناء عودتهما مرّا من ذلك المكان الذي نصب فيه طرفة الفخ¡ فرأى القنابر تلقط ما نثر من الحبّ¡ فقال:
يا لكِ من قنبرة بمعمر
خلا لكِ الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري
قد رحل الصياد عنك فأبشري
ورُفع الفخ فماذا تحذري
لا بد من صيدك يوماً فاصبري




http://www.alriyadh.com/1853200]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]