اليوم¡ بقاء المؤسسات ونموها وقدرتها التنافسية وجودة مخرجاتها¡ يعتمد على قدرتها إدارة التغيير سواء في بيئتها الداخلية أو الخارجية¡ بالإضافة إلى قدرتها الابتكارية في عالم مضطرب اقتصادياً وتحديات غير متوقعة. ووفقاً لدليل أوسلو الذي نشرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية¡ وصفت الابتكار بأنه تنفيذ منتج جديد ومحسن بشكل كبير سواء كانت سلعة¡ أو خدمة ابتكار وتنفيذ عملية وطريقة تسويق جديدة¡ وحتى أيضاً تنظيم مكان العمل¡ وتطوير العلاقات الخارجية مع المستفيدين.
اليوم¡ تقدر بعض الدراسات الاستشارية أن 70 % من برامج التغيير تفشل في تحقيق أهدافها¡ ويرجع ذلك إلى مقاومة الموظفين¡ وإلى عدة أسباب منها: اعتقاد بعض القياديين أنهم هم الوحيدون الذين تقع عليهم مسؤولية تنفيذ التغيير دون غيرهم من الموظفين¡ وهذه الطريقة تخلق فجوات معرفية ونفسية وطبقية بين الإدارات العليا والموظفين¡ لذلك تنتابهم مشاعر الدونية والتمييز والإحباط¡ مما يجعلهم أكثر عدائية ومقاومة للتغيير¡ وجميع تلك السلوكيات تطلق عليها "النماذج التقليدية للتغيير"¡ والتي عادة ما ترى أن كسب تأييد الموظفين يجب أن يتم من خلال أسلوب العصى والجزرة¡ إلا أن هذا النموذج السلوكي يعتبر نموذجاً قسرياً¡ من المرجح أن يثير المزيد من المقاومة ذاتها التي يزعم نموذج إدارة التغيير التقليدي معالجتها.
اليوم¡ وعلى العكس من أولئك الذين يعتقدون أن التغيير لن ينجح إلا من خلال النموذج القسري¡ يرى آخرون أن التغيير يفضل أن يتم من خلال نهج إيجابي تشاركي يقوم على خلق حالة وبيئة من الحوار والتواصل¡ وعرض خطة إدارة التغيير على الموظفين¡ وإعطائهم الفرصة والوقت للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم وآرائهم في الخطة وطريقة التنفيذ¡ مع الأخذ في عين الاعتبار ردود الفعل المقاومة¡ ومن خلال هذه الطريقة سيشعرون أنهم جزء من عملية التغيير¡ وسيكونون أكثر عرضة للتكيف وتسهيل تنفيذ التغيير¡ وسيساعدون المؤسسة في إنهاء هذه العملية بطريقة أكثر نجاحاً.
اليوم¡ إدارة التغيير الفاشلة قد تخلق ردود فعل نفسية سلبية لدى الموظفين¡ لأنها تثير لديهم العديد من المخاوف¡ والصدمة¡ والتهديد¡ والقلق تجاه مستقبلهم¡ وأنهم داخلون في نفق مظلم لا يدرون ماذا سيواجهون في نهايته¿ وتصبح لديهم حالة من عدم اليقين كما حدث في أزمة كرونا¡ وهذه الحالة من عدم اليقين قد تؤثر على صحتهم النفسية وسلوكهم الاجتماعي والأسري¡ وأيضاً الاقتصادي¡ وتدخلهم في حالة من الإنكار والدفاع والنبذ والشعور بالفشل.
اليوم¡ لا يختلف اثنان أن الموظفين هم أهم أصول أي مؤسسة¡ ورأس مال بشري وطني مهم¡ لذا يجب التركيز على تخفيف الآثار النفسية للتغيير¡ وإدارة التغيير بأسلوب نفسي إداري من خلال برامج سيكولوجية التغيير¡ التي تساعد الموظفين على التبني والتكيف لمتغيرات التغيير وتقليل الخوف والقلق والإحباط والمقاومة.




http://www.alriyadh.com/1853213]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]