يظل الإنسان باحثاً عن كل المعاني في الحياة¡ لذا نجده دائماً في حالة من التجديد ومن التطوير على جميع الأصعدة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية¡ وهذا ما يعطي للحياة لوناً وذوقاً واتساعاً وبهجة.
الفضول وحب الاكتشاف يتناغم مع قانون الحركة¡ والحركة في حد ذاتها حياة تجعل الفرد منا لديه طموحه الخاص¡ وأيضاً لتحقيق رسالته في الحياة¡ يتطلب هذا شغفاً في الحركة¡ مثل: تعاقب الليل والنهار¡ وتغير الفصول الأربعة¡ وهذه من الحكمة الإلهية التي تجعل الحياة في حالة من الحركة والتجديد لتطور الإنسان والبشرية كلها.
أحد معوقات التغيير هو حالة الجمود التي تصيب الفرد عندما يستسلم لظروف أو يستسلم لحالة الروتين الثابت دون إضافات جديدة في حياته¡ فيصبح الأمس مثل اليوم¡ ودون أن يشعر يصاب بالذبول والتوقف¡ ربما نجد ذلك لدى العديد من الموظفين الذين اعتادوا على نمط معين¡ ونجد ذلك في المتزوجين الذين أيضاً اعتادوا على نمط معين¡ ونجد ذلك في الفرد الذي لم يضع لنفسه هدفاً¡ أو لم يدرك كيف يستمتع بالنعم التي بين يديه¿ لأنه اعتاد عليها كعادة¡ أو أنه حصل عليها دون أن يدرك المعنى من وجودها في حياته¡ وكيف يضيف على هذه النعم أو الخير الذي لديه الاستمتاع ومشاركة الآخرين في هذا الخير¿ وعندما نقول الخير نقصده بكل أنواعه¡ مثل: النفس المطمئنة التي تحاول أن تشارك الآخرين معنى جميلاً مثل السلام¡ أو تشارك معنى قيمة العطاء¡ أو قيمة التسامح¡ فهنا**يضيف لتلك الهبة أو النعمة التي لديه مزيداً من الطمأنينة والخير في حياته¡ ونلاحظ هنا حالة الحركة التي تجعل كل الأشياء تسري وتجري وتدور ليستفيد منها الجميع¡ فلا يتوقف الفرد عند عقبة أو عائق لماذا¿ لأنه في حالة من العطاء أو الإضافة أو التغير¡ وهذا ما يعطي للحياة قيمة في تنوع المعيشة¡ وتنوع الابتكار والتجديد.
ألم نلاحظ حركة الأطفال كيف تبدو بين كر وفر¡ فيجيد اللعب بكل شيء¡ ويسأل عن كل شيء¡ ولديه مخيلة واسعة من القصص والحكايات لا تنتهي¡ ويجيد اللعب بمفرده¡ ويجيد اللعب مع الآخرين¿ لذا نجدهم طاقة مشعة من البهجة¡ وحب الفضول والاكتشاف¡ وهذا ما يميزهم أنهم في حالة من الحركة¡ والحركة تعني الحياة.
لابد أن ندرك الفرق بين الفضول والتطفل¡ والحركة والاستقرار النفسي الداخلي¡ الفضول هو حالة من الشغف الجميل¡ الذي يجعلنا كزرع يتسلق للبحث عن الضوء والماء والتربة الجيدة حتى تستقوي جذوره¡ الاكتشاف هو ابتكار شيء ما يجعل قلب الفرد ينبض بالمعنى للحياة¡ مثل اكتشاف كيف تبتهج وتستمع كل يوم بشيء يضيف لحياتك معنى وأثراً وسعادة¿
لذا السؤال لنا جميعاً¡ ما هو الشيء الذي سأكتشفه في نفسي أو قصتي أو هوايتي أو رسالتي أو في كتاباتي أو علاقاتي¿ **
الاكتشاف ليس فقط بمعنى شيء جديد¡ بل اكتشاف كيف نستمتع بالذي بين أيدينا¡ ونقدر نعم الله الكثيرة في حياتنا¿ ما هو الشيء الذي إذا عملناه الآن يسعدنا¡ ويغير من نمط وطريقة حياتنا في التعامل مع أمور الحياة¿
كل ذلك يجعلنا في حركة جميلة انسيابية بين المعرفة والاستمتاع لتذوق معاني الحياة¡ نحن نستحق ذلك.




http://www.alriyadh.com/1853215]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]