الخطاب الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - إلى أعضاء مجلس الشورى في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى¡ هو بمثابة وثيقة سنوية يقدمها لنا - حفظه الله - ويستعرض السياسة السعودية الداخلية والخارجية¡ وكيف تسير خلال عام كامل في مواقف الدولة وسياساتها التي تستند إلى أسس ثابتة وصحيحة وقوية.
إننا جميعاً في المملكة ننتظر أحاديث الوالد القائد كما ينتظرها العالم¡ وهذا يجسد دور المملكة الريادي السياسي والاقتصادي الإقليمي والعالمي¡ وهي الدولة التي اهتمت بمواطنيها ومقيميها على حد سواء في أصعب جائحة جثمت على صدر العالم خلال هذا العام 2020 جائحة كورونا¡ وقلما حدث هذا في العالم من حولنا¡ لكنها السعودية العظمى التي ترى الإنسان أولاً.
اشتمل خطابه - حفظه الله - على الحرص على إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام في ظل هذا الظرف الاستثنائي¡ وهذا من منطلق دورها الإسلامي الريادي¡ وتحدث - حفظه الله - عن الشأن الداخلي الاقتصادي خلال جائحة كورونا وعن تقليل الأثر الاقتصادي والصحي على المواطنين والمقيمين على أرض المملكة¡ ومحاصرة الداء في أضيق حدوده الممكنة..
يتقدم بالشكر - حفظه الله - دائماً لمن يستحق الشكر في خطاب يوجهه إلى المواطنين والمقيمين وأجهزة الدولة كافة¡ على ما تبذله جميعها في سبيل مكافحة هذه الجائحة العالمية¡ وقدم الشكر إلى الجنود البواسل في الحد الجنوبي والدعاء لهم بالثبات¡ وللشهداء الذين اختارهم الله إلى جواره بالرحمة والغفران.
إن الظروف الاستثنائية التي تزامنت مع ترؤس المملكة هذا العام لمجموعة العشرين لم تمنع المملكة من قيادة الجهود العالمية لإصلاح منظومة الاقتصاد العالمي بما يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للمنطقة والعالم¡ وهذا ما أكده - حفظه الله - وبشهادة الجميع.
تطرق - حفظه الله - لرؤية المملكة 2030.. خارطة طريق المستقبل¡ وتحدث عن نتائجها الملموسة التي نشهدها جميعنا قبل الوصول إليها¡ ولكن التفعيل الحقيقي لها هو الذي أنتج تحسين الخدمات في كثير من القطاعات¡ كما شدد على أهمية القضاء على الفساد من أجل الحفاظ على المال العام.
يدعونا للفخر - حفظه الله - فقد صنفت المملكة بالدولة الأكثر تقدماً وإصلاحاً من بين (190) دولة في تقرير "ممارسة الأعمال 2020" الصادر عن مجموعة البنك الدولي في تقرير "المرأة¡ أنشطة الأعمال والقانون 2020"¡ وفي تقرير "الكتاب السنوي للقدرة التنافسية العالمية 2020" الصادر عن مركز التنافسية التابع لمعهد التطوير الإداري¡ متقدمة إلى المرتبة 24.
كانت السياسة الخارجية ضمن خطابه - حفظه الله - حيث تحدث عن القوى الإقليمية التي لا تراعي الأعراف الدولية¡ وأكد على خطورة مشروع إيران ودعمه للإرهاب في المنطقة وموقف المملكة من ذلك العبث وضرورة اتخاذ موقف دولي من ذلك¡ وإدانة المملكة ميليشيا الحوثي الإرهابية وانتهاكها الأعراف الدولية¡ وفي الوقت ذاته تأكيد المملكة وقوفها مع الشعب اليمني ودعمه.
كذلك تأكيد المملكة وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية¡ كما أن العراق وسورية وليبيا والسودان كانت حاضرة في خطابه - حفظه الله -¡ وهذا يؤكد دور المملكة الريادي العربي.
وفي مجال المساعدات الإنسانية والتنموية قدمت المملكة خلال العقود الثلاثة الماضية أكثر من (86) مليار دولار من المساعدات الإنسانية¡ استفادت منها (81) دولة.




http://www.alriyadh.com/1853649]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]