الوعي بوابة عبور للحياة¡ فمن خلاله ندرك قيمة الأشياء من حولنا¡ وندرك حس المسؤولية في القيام بأدوارنا تجاه أنفسنا بتطويرها وتثقيفها وتعليمها وتجاه أدوارنا الأخرى. **
نقرأ العديد من الكتب¡ ونشاهد العديد من المواقف¡ ونسمع الكثير من الآراء¡ وربما نتوه في أحد الطرق أو نتشتت بين هذا وذاك¡ فيصبح لدينا خلط بما هو مناسب لنا أو العكس¡ من هنا يأتي دور الوعي في عملية البحث والعلم والمعرفة وتوسيع الأفق للاطلاع¡ لكن علينا تذكر أن الله عز وجل وهب الإنسان العقل والقلب ليتفكر ويتأمل ويحلل ليأخذ ما يناسبه وما ينسجم معه لا أن يأخذ فقط المعلومات كمواد خام خالصة ويتبعها بشكل أعمى سواء كانت من كتاب أو من عالم أو مفكر.**
البعض ربما انصدم لحقيقة ما كان يؤمن بها وفجأة اتضحت له أمور أخرى¡ هنا ليس علينا إلقاء اللوم على الآخر أو على هذه الحقيقة¡ لأننا ندرك أن للحقيقة عدة أوجه ومراحل فهي تتغير بحسب وجهة نظر كل واحد منا¡ أبسطها مشاهدة الألوان¡ فبعضنا حتى في الألوان يختلف في تصوره¡ فهناك من يطلق على اللون الأحمر عنابي أو ناري¡ فتخيلوا رغم وضوح الألوان أمامنا إلا أننا مختلفون في رؤيتها¡ فما بال الحقائق الأخرى¿ كل منا يشاهدها بزاويته¡ لذا فالوعي مهم عندما نتعلم ونقرأ¡ أن نحكم عقولنا وقلوبنا بما نشعر به وبما نؤمن به دون الاعتماد بالكلية فقط على رأي الآخر¡ الكل مجتهد في الحياة يكتب ويعبر كما يشاهد هو لا كما نشاهد نحن¡ وهنا تكمن مسؤوليتنا تجاه أنفسنا ولا نلوم الآخرين.**
عندما نسمع قصص التاريخ وقضية المعلمين والمؤثرين والكتاب والفلاسفة وغيرهم من الرموز المؤثرة على الآخرين نتعلم الشيء الكثير¡ عقلك هو الحاكم و رؤيتك هي الفاصل¡ لا نبخس اجتهادات الآخرين وما بذلوه من علم ومعرفة¡ لكن علينا أيضاً ألا نستهين ونقلل من أنفسنا اللاتي تدرك أيضاً ماذا تريد¿ لا أن تكون تابعة عمياء لكي لا تصاب في يوم ما بخيبة أمل أو اكتشاف شيء لا يناسبها بعد فوات الأوان.**
هذا يجعلنا ندرك أن الحياة مليئة بالمئات من الخيارات المتعددة بحيث لا نحصر أنفسنا لقاعدة معينة أو فلسفة معينة¡ الوعي يجعلنا ندرك أن الحياة واسعة جداً وغنية جداً بالمعلومة والمعرفة¡ جيد أن نشاهد الكل¡ ونقرأ ونطلع على كل شيء دون إصدار الأحكام بالصحة أو الخطأ¡ ونأخذ ما يناسبنا على حسب القيم التي لدينا.**
كل فرد منا له مجموعة من القيم الخاصة به فهي الدافع والمحرك بين القبول والرفض¡ وهنا¡ علينا أن نكون واضحين مع أنفسنا حتى لا يحدث تشتت أو غموض حول ما نريد أو ما نأخذ¿ إذاً معرفة القيم الخاصة بنا تساعدنا في عملية الاختيار.**
شاهدت فليماً وثائقياً لأحد المؤثرين العالميين**له أتباع كثر حول العالم¡ شاهدت كيف هو مؤثر¿ وكيف هو مجتهد في فلسفته و طريقته أيضاً¿ وشاهدت أيضاً التابعين له¡ وأنه لم يكن لديهم فاصل في التمييز بين التعلم والتطور وبين الاعتماد على رؤيتهم الخاصة بهم. **
نعم ربما يخوض الفرد الكثير من التجارب حتى يصل لقناعة معينة تتناسب مع ما يريد حقيقة¡ وهذه هي الحياة¡ لكن عليه ألا يغمض عينيه عن الوعي الذي أودعه الله فيه بما يتناسب معه.




http://www.alriyadh.com/1854611]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]