تعاملت منطقة الشرق الأوسط منذ مطلع القرن العشرين مع الأحداث العالمية بدور المتلقي¡ وتنفيذ ما يتم اتخاذه وفرضه عليها من سياسات¡ حتى لو أتى ذلك على حساب مصالحها¡ إلى أن قلبت المملكة الموازين¡ لأهميتها السياسية والاقتصادية¡ وانفتاحها على الآخرين¡ فهذه القمة لولا جهود المملكة المهمة لكانت محض أنباء تتداولها محطات دول العالم والمنطقة¡ لذلك عاصمة القرار العربي والإسلامي الرياض أثبتت كفاءتها العالمية¡ ومكانتها العربية الأصيلة¡ من خلال التحاقها بأكبر المحافل العالمية.
فقمة الرياض مهمة بحدّ ذاتها للعالم أجمع¡ إلاّ أن أهميتها تمثّل طابعاً خاصاً للمملكة¡ والعرب بشكل عام¡ لأنّها تعدّ أول حدث بهذه الأهمية يعكس موقع المملكة في العالم كدولة رئيسة ذات إمكانات تنموية واستثمارية واسعة ومتنوعة¡ وتلعب دوراً مهماً في عالمنا المعاصر¡ إضافة إلى أنها أصبحت الناطقة باسم العالم العربي.
كما دأبت المملكة من خلال جهودها المتمثلة في حنكة قيادتها الحكيمة في تغيير المعادلة الدولية¡ جاعلة من المنطقة نقطة نهوض وازدهار واستقرار¡ وتواصل دائم قائم على الصداقة والشراكة مع كبار صناع السياسات المالية والاقتصادية العالمية¡ وكانت سباقة دائماً في تعزيز التعاون مع الشركاء لتحقيق أهداف مجموعة العشرين¡ وإيجاد توافق حول القضايا الاقتصادية¡ وخلق تنمية مستدامة ومتوازنة¡ لرفع مستويات المعيشة بين شعوب العالم.
وأيضاً ما ضاعف من أهمية دور المملكة كونها تحظى بموقع جغرافي استراتيجي¡ وممر دولي يربط ثلاث قارات ببعضها بعضاً¡ إضافة إلى العمق الإسلامي¡ الذي ولد من رحم هذه الأرض¡ وعندما تكون هناك قيادة واعية تدرك أهمية هذه الميزات¡ ويعاضدها شعب واعٍ ومدرك¡ ستكون النتيجة النموذجية هي التي نراها الآن¡ والتي هي مثار إعجاب العالم.
لذلك انعقاد قمة مجموعة العشرين في الرياض يأتي دليلاً قاطعاً على أهمية الدور السعودي ليس على مستوى الشرق الأوسط¡ وإنما على مستوى العالم¡ فالمملكة تمثّل جسراً بين الشرق والغرب لعالم مترامي الأطراف¡ خصوصاً في مستقبل الاقتصاد العالمي¡ كما تعدّ لاعباً استراتيجياً في استقرار وإمداد الطاقة للعالم¡ ما عزز من دورها ومكانتها عالمياً¡ علاوة على أن المملكة مهبط الوحي ومهوى قلوب الناس¡ وهذا مصدر فخر واعتزاز ليس للمملكة فقط¡ وإنما للدول العربية والإسلامية.




http://www.alriyadh.com/1854686]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]