الدولة - أعزها الله - تشعر المواطن عبر نظام أبشر بقرب انتهاء رخصة سير مركبة أو رخصة قيادة أو جواز سفر أو هوية أو كل مستند يستوجب التجديد¡ قبل الانتهاء بعدة أشهر وتكرر الإشعار عدة مرات تلافياً لتطبيق غرامة التأخير مع أن الغرامة من مصلحة خزينة الدولة¡ ومع أن المواطن أو المقيم مسؤولان عن متابعة تواريخ انتهاء مستنداتهما¡ وهذه الإشعارات نهج رائع جميل يدل على أن الهدف ليس التحصيل ولكن اتباع الأنظمة.
فما بال مصرف سعودي يدعي الاهتمام بعملائه وإنماء علاقته مع العميل يستغل مناسبة اليوم الوطني للعام الماضي لإغراء عملائه بالاشتراك في بطاقة ائتمانية من دون رسوم اشتراك مع رصيد إضافي 89 ريالاً مجانية لأول 3000 مشترك¡ وهذا جميل جداً ومساهمة مشكورة¡ ورسالة الإغراء تلك جاءت عبر رسائل نصية للعملاء كما هو مفترض وعبر (تويتر) وعبر وسائل التواصل قاطبة¡ وهذا أيضاً جيد¡ لكن فوجئ العملاء ودون سابق إنذار برسالة نصية أيضاً تفيد بخصم 86 ريالاً رسوم تجديد البطاقة لسنة جديدة رغم أن العملاء لم يقرروا التجديد ولم يتم إشعارهم بهذا الرسم مسبقاً للموافقة عليه¡ بل إن كثيراً منهم قد لا يرغب التجديد مطلقاً لعدم حاجته للبطاقة لاستحالة السفر بسبب جائحة كورونا¡ فعدد ممن وصلتني شكواهم لم يفعل البطاقة المجانية أصلاً ولم يستخدمها بسبب الجائحة¡ ومنهم من قد يرغب التجديد ولكن بعد أن يعرف رسم التجديد وليس بفرضه عليه فرضاً دون موافقة مسبقة!!
مؤسسة النقد مشكورة مطالبة بالتحقق من هذا الأمر¡ وحسب تواصلي مع المصرف فإن أحد موظفيه يعتقد أن المصرف أرسل إشعاراً عبر الإيميل للعملاء برسم التجديد¡ ولكن ذلك لم يحدث حسب إفادتهم¡ ولو افترضنا حدوثه جدلاً فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف تغري العملاء عند الاشتراك برسالة نصية وعند التحذير تحذرهم بالإيميل الذي قد يتوقف من مقدم الخدمة إذا لم يتم تحديثه¡ ثم إن التواصل المتفق عليه مع عملاء البنك في الإشعارات والكلمات السرية والعمليات المصرفية هي الرسائل النصية عبر الجوال المسجل.
كل معطيات هذه المبادرة تشير إلى تسويق مخادع فيه تدليس وانتهازية وعنصر مفاجأة توجب منح العملاء فرصة لا تقل عن شهر في تقرير قبول التجديد أو إعادة الرسوم وإلغاء البطاقة¡ فما بني على باطل فهو باطل.




http://www.alriyadh.com/1854746]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]