كنت في مقهى وسمعت إزعاجاً مستمراً¡ صوت ضرب متكرر¡ رأيت أنه شخص يعبث بمسبحته بالطريقة المعروفة نفسها¡ حيث يجعلها تلتف على الإصبع يميناً ثم يساراً باستمرار¡ لكن في حالته كانت تضرب منضدته¡ ولم يشعر بذلك فيما يبدو.
الكثير لديه مسبحة لا تفارق يده¡ يحركها وهو يكلمك أو يقرأ إيميلاً أو يدير اجتماعاً أو ينتظر شيئاً. اليد البشرية تحب الإمساك بشيء ما¡ ربما قلم¡ عصا¡ مسبحة¡ كوب قهوة أو شاي.
الشعور مريح بلا شك¡ وحتى بعض خبراء النفس يوصون أن يكون هناك شيء صغير يعبث به الزائر في مكتب مدير أو غرفة اجتماعاتº لأنه يعمل على خفض التوتر. الطاقة المتوترة تحتاج أن تخرج بشكل أو بآخر¡ بنبرة صوت عصبية أو بتقليب مسبحة أو احتضان كوب قهوة أو حتى - على المستوى الدولي - على هيئة حروب.
إن مما تفعله الأمم لتوحيد شعوبها وتوجيه طاقتها المضطربة الساخنة إيجاد أو اختراع عدو خارجي¡ وجنكيز خان - كما يقول بعض المؤرخين - من أشهر الأمثلة لمّا وحّد قطعان التتار¡ فقد تضخّمت وصارت القبائل تُغير على بعضها¡ وظهر أن الأمور لو استمرت لصارت كارثية¡ لذلك أطلق حملات الغزو التتارية التي أبادت البشر وصنعت الأهوال.
يقول قانون حفظ الطاقة في الفيزياء: الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم¡ وستجد الطاقة مكاناً تسري خلاله وتتسرب إليه¡ سواء جيشاً من مليون مغولي¡ أو مسبحة!




http://www.alriyadh.com/1854960]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]