مر عام منذ بدء الجائحة¡ عاش فيها العالم أجواء غريبة أشبه ما تكون بهلاوس المريض¡ الكثير من الألم والإحباطات والفقد والكآبة¡ لكن الضوء في آخر النفق بدأ في الظهور.
عام كنا خلاله نلهث لاستيعاب ما يحدث¡ نتابع الأحداث والأرقام بين ترقب وقلق وتفاؤل¡ لكننا لم نجد الفرصة لنتوقف قليلاً ونتأمل ما وراءنا.
الكثير من الدول القوية والمتقدمة كانت على أهبة الاستعداد لمواجهة أعدائها التقليديين بأحدث التقنيات وأقوى العتاد¡ لكنها نسيت المخربين الصغار الذين قد يتسللون من البوابة الخلفية¡ ولذلك كان الدمار مفاجئاً وعنيفاً¡ الفئات الأكثر حرصاً على الإنسان وسلامته هي التي قادت دور البطولة المطلقة في هذه الجائحة¡ الكادر الطبي وعلماء العقاقير والعدوى¡ الجميع رمى أسلحته وأخذ ينتظر كلمتهم¡ فيما تزايدت الفجوة بين بعض الحكومات وشعوبها.
لكن¡ هل بالفعل أخفقت الدول في حماية رعاياها¿
كان هناك بعض الأخطاء الناتجة عن عنصر المفاجأة¡ لكن على وجه العموم حاولت الكثير من الدول التعامل مع الجائحة بكل ما تستطيع¡ وتفاوتت نسب النجاح لعدة عوامل لا يمكن أن تحصر في مدى تجاوب الشعوب مع الحكومات أو في حجم التخبطات التي طالت إدارة الأزمة.
محلياً¡ كانت المملكة من الدول التي تعرضت مثل غيرها لموجة طويلة متتابعة من العدوى لكنها أثبتت بعد مرور عام على الجائحة نجاحاً كبيراً في التعامل معها على المستويات جميعها¡ إذ قدمت صحة الإنسان وسلامته فوق كل اعتبار وبذلت الكثير من التضحيات لتقليص تداعيات الأزمة إلى أدنى قدر ممكن¡ ولم تكن تلك الخطوات الجريئة والعملية مقصورة على القطاع الصحي فحسب¡ بل حتى على الجوانب الحيوية الأخرى مثل الاقتصاد وتسهيل الأعمال وغيرها.
لم يكن التعامل الداخلي مع الأزمة نقطة النجاح الوحيدة التي تسجل للمملكة¡ فقد صادف أن تندلع الجائحة في عام رئاسة المملكة لمجموعة العشرين وكانت هذه قصة نجاح أخرى¡ إذ على رغم الصعوبات اللوجستية التي فرضتها الظروف¡ إلا أن الإدارة السعودية الناجحة لمجموعة العشرين ساهمت في أن تتقدم المجموعة بحزم ومبادرات خففت الكثير من التداعيات والتحديات الكارثية التي تنبأ بها الخبراء جراء الأزمة.
تلك الجهود العالمية والدعم اللامحدود أثمرا عن نتائج مبشرة¡ وتتالت الإعلانات من كبرى شركات الأدوية عن جاهزية اللقاح¡ وتصاعد الأمل في أن حسم المعركة بات على مسافة أشهر قليلة¡ ولم تكن الخسائر الاقتصادية¡ رغم فداحتها¡ بالحجم المتوقع.
وأخيراً¡ وباء كورونا بدماره الذي حل في كل ركن من العالم قد يكون على وشك التلاشي¡ لكن يجب أن نضع الدروس التي علمنا إياها نصب أعيننا وألا نغفل أبداً عن بواباتنا الخلفية¡ أو أن نستهين بالأعداء مهما تضاءلت أحجامهم.




http://www.alriyadh.com/1855110]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]