يعتقد البعض أن فكرة حب الذات مرادفة¡ أو مشابهة على أقل وصف¡ لماهية الأنانية.. الفرق كبير¡ والتفريق معقد. الأولى تنطلق من تقدير الشخص لإمكاناته وقدراته ونجاحاته¡ أمَّا الثانية فتتمحور حول ما يعرف بـ"مبدأ الفردانية"¡ وإلغاء الآخر أو بعضه¡ سواء بالرفض المباشر أو التدريجي¡ الذي قد يتحول وساوس مرضية مع الوقت.
يمكن توصيف "حب الذات" بمعرفة الشخص لمواطن القوة ومكامن الضعف لديه¡ والتعامل مع كل شق وفقًا لظروفه¡ وقد يميل هذا إلى تعزيز الجوانب الإيجابية¡ وتسليط الحديث عنها¡ وتقديمها بمنأى عن الزوايا الأقل إشراقًا.
هناك عبارة نسمعها كثيرًا¡ تمر بنا غالبًا بلا انتباه¡ لكنها قد تلخص فكرة هذا الحب¡ والتي تقول: "إذا لم يستطع الشخص أن يحب نفسهº فلن يستطيع حب الآخرين". أميل للتأكيد أن هذه الجملة أدق ما يمكن قوله عن تقديم الذات¡ لأن حبها لن يأتي - في الأحوال الطبيعية - بمرتبة غير الأولى¡ وعدم الاهتمام بها يعتبر المؤشر الواضح لكيفية التعاطي مع غيرها.
كما أظن أن تقدير الذات يمكن ربطه ببعض الأشياء في الحياة¡ والتي قد تكون كنتيجة بفعل التقدير¡ كالقدرة على العطاء والابتكار والتميز¡ وحل الأزمات وتجاوز المنعطفات¡ والشعور المتنامي بالثقة بما يمكن إنتاجه¡ بالإضافة إلى بعض النتائج الصغيرة¡ المسؤولة عن بناء حالة رضا كبيرة¡ بشكل تراكمي.
القاعدة الأهم¡ يجب ألا ننتظر من الآخرين أن يقدموا لنا الاهتمام والتعاطف¡ ما لم نفعل ذلك مع أنفسنا أولاً¡ ونقدمها كما يجب¡ ونمنحها التقدير الذي تستحق. والبعد¡ كل المسافة¡ عن فزاعات الاتهام بالأنانية¡ وحفلات التنمر¡ وتوزيع صكوك التكافل.
باختصار.. جرب أن تعيد النظر إلى ذاتك¡ أن تحبها مجددًا بطريقة أكثر وعيًا¡ ثم راجع حسابات الأولويات والعطاء¡ والتعطل. والسلام..




http://www.alriyadh.com/1855111]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]