مع تزايد المخاطر التي تهدد الصحة العامة وعلاقة الحيوان بها¡ أصبح العلم يهتم بتخصصات ومهن ربما في عالمنا العربي مهملة أو لم تعط من الأهمية بمثل ما أخذته تخصصات أخرى¡ وهي تخصصات الصحة والطب البيطري¡ حتى أن بعض الدول وخبراء الصحة بدؤوا بشكل متزايد يدركون فوائد دمج العلوم الطبية البشرية والبيطرية على المستويات دون الوطنية والوطنية والدولية¡ ومثال على ذلك ما نشرته الجمعية الملكية (أكاديمية العلوم في المملكة المتحدة) من بيان يوصي بإنشاء معهد وطني للأمراض المعدية يعمل كمظلة للمعرفة الفنية والخبرة البحثية والتمويل عن الأمراض المعدية¡ بهدف ربط الباحثين والخبراء عن الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان بنظرائهم من الباحثين والخبراء الذين يدرسون هذه الأمراض في الحيوان¡ وهذه محاولة جادة اليوم لردم الفجوة بين الطب البشري والطب البيطري أو بمعنى أشمل الصحة العامة للبشر¡ من خلال سن قوانين مهنية تساوي بين جميع تلك التخصصات ووضع معايير متقدمة لمزاولتها.
اليوم¡ لم يعد هناك شك في علاقة بعض الأمراض والأوبئة التي تصيب الحيوان في إصابة الإنسان بها سواء عن طريق الأكل أو عن طريق الاستئناس¡ فالعلاقة عضوية ونفسية واجتماعية واقتصادية ولها تأثير على مخزون الغذاء العالمي¡ وقد لاحظنا ذلك في وباء إنفلونزا الطيور¡ وقبلها جنون البقر¡ واليوم كوفيد 19¡ حيث تبدو العلاقة تبادلية لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال¡ فعند إبادة الملايين من الدجاج رأينا كيف حدثت الكثير من الاضطرابات خوفاً من الجوع¿ وتضررت معها سلسلة من إمدادات البيض والمنتجات التي تقوم عليها وأفلس الملايين من مربي ومنتجي الدجاج والبيض والأغذية المرتبطة بها¡ وغيرها من الأمثلة التي مرت بها البشرية وتمر بها الآن وفي المستقبل¡ وقد استشعرت ذلك منظمة الصحة العالمية وأطلقت وشركاؤها في العام 2006 نظاماً عالمياً للتنبؤ بالأمراض الحيوانية التي تنتقل للإنسان والاستجابة لها كجزء من برنامج الصحة العامة البيطرية للمنظمة¡ وتلا ذلك اعتماد الجمعية الطبية الأميركية والجمعية الأميركية للطب البيطري على ضوء ذلك قرارات صحية واحدة.
اليوم¡ على الرغم من أن المبادرات السابقة زادت من التعاون بين الباحثين والممارسين للطب البيطري والبشري فإن بيان الجمعية الملكية كما يبدو الأول في اقتراح تعديل الهيكل التنظيمي للبلد بأكمله والذي سيؤدي إلى تغييرات في السياسات التنظيمية والتمويلية والأكاديمية.
اليوم¡ المهنة البيطرية تساهم في تحسين الصحة البشرية من خلال تحسين الزراعة وأنظمة الغذاء والنهوض بالأبحاث الحيوية والطبية المقارنة¡ وأيضاً الوقاية من الأمراض الحيوانية المنشأ ومعالجتها¡ وتعزيز البيئة والصحة البيئية¡ وكذلك المساعدة في إدارة تحديات الصحة العامة¡ مما يتطلب النظر بجدية في دمج الطب البيطري بمكوناته في الطب البشري لمصلحة البشرية.




http://www.alriyadh.com/1855789]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]