من مُتع الحياة استرجاع الذكريات الجميلة مع أناس تحبهم.
إذا شاركك شخص لحظة سعادة كان هذا من النقاط المضيئة في شريط ذكرياتك¡ وستجد أنها دائماً تقريباً فيها شخص آخر¡ أجمل الذكريات ترتبط ببشر آخرين.
لما أتت التقنية الحديثة حصل شيء سيئ: قلّت ذكرياتنا الجميلة! لا أعرف النسبة بالضبط¡ ربما قلّت بنسبة 30 % أو 50 %¡ أقل أو أكثر¡ لكن بلا شك أنها ليست كما في الماضي.
في السابق كان الناس أكثر تزاوراً وتهاتفاً وتلاقياً¡ أما الآن فإن الجوال فصل الناس عن بعضهم¡ وجعلت الرسائل تحل محل المكالمات أو حتى الزيارات أحياناً.
هل تتذكر الصور الفوتوغرافية¿ من أمتع اللحظات أن تجلس مع شخص عزيز وتتصفحان بعض الألبومات¡ وتتذكران تلك المواقف التي خلّدتها الصور¡ أما اليوم فأتت الصور الرقمية في الجوالات¡ لا تحتاج استديو لتحميض الصور وتستطيع أن تلتقط مئة ألف صورة أشد صفاوة من تلك¡ لكنها صور عديمة النكهة مشبعة بالوحدة.
وسائل الترفيه صنعت منا تماثيل ممسكة بالجوال تحدق فيه مبهوتة صامتة¡ الذكريات الحقيقية هي التي تشترك فيها مع الأحباب والأصدقاء والأقارب في شيء ذي معنى أو ممتع أو جديد¡
هذا ما يدوم فعلاً¡ إنه يدوم مدى الحياة¡ بل يدوم إلى الآخرة! أتى في القرآن أن من نعيم أهل الجنة أنهم يتكئون على الأرائك ويتذكرون الدنيا وأخبارها وفلان وعلان ولحظات معينة. لو أتت تلك اللحظة هل ستتذكر لحظات جلست فيها وحيداً على الجوال¿
اترك هذا الجهاز السام ولو قليلاً¡ اصنع مغامرات ولحظات ومواقف مع بشر آخرين¡ اصنع ذكريات المستقبل اليوم!




http://www.alriyadh.com/1855971]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]