خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده معالي وزير الإعلام المكلف ماجد القصبي¡ وبناء على توجيه سمو ولي العهد محمد بن سلمان - حفظه الله - بأهمية التواصل الإعلامي لمسؤولي الدولة¡ وعقد مؤتمرات صحفية دورية للتواصل الحكومي تعتمد على الشفافية بدرجة كبيرة¡ وجدت أن توقيت المؤتمر كان أكثر من رائع وموقع انعقاده على بعد خطوات قليلة من المركز الإعلامي الدولي الخاص بتغطية قمة العشرين التي نجحت - ولله الحمد - بلادنا برئاستها وتنظيمها وبصورة استثنائية وبأحدث الوسائل التقنية والإمكانات البشرية المؤهلة.
ولكن لاحظت أن الإشكالية التي مازلنا نعاني منها هي وجود الصحفي المتخصص¡ فمع تقديري لحضور المؤتمر من زملائي الإعلاميين¡ إلا أن الأسئلة التي طرحت كانت بصورة عامة ولم تكن مخصصة¡ ولولا أن الوزير الدكتور ماجد القصبي كان حاضراً وبصورة رائعة وبالاعتماد على لغة الأرقام لأصبح الوضع غير جيد.
كنت أتمنى لو كان الأمر غير عام في أول مؤتمر بعد التوجيه الكريم¡ كان الدكتور القصبي في هذا المؤتمر بصفته وزيراً للإعلام¡ وليس كما توقع زملائي الحاضرون¡ بأنه متحدث عن كل الوزارات¡ فالتخصص مهم في أي مؤتمر صحفي¡ لأن التعميم والعمومية لا يخدمان الجميع¡ فلو نظرنا للمؤتمر الصحفي بصورة عامة¡ نجده تناول الصحة والتجارة والعدل والفساد وهذه أمور مهمة ولكن تحتاج إلى مسؤول عنها وأسئلة تكون مثمرة للمتلقي حسب الرؤية الحقيقية لمثل هذه المؤتمرات.
ورغم الإمكانات الإعلامية التي وفرتها الدولة الخاصة بقمة العشرين¡ لم نجد أي أسئلة تتعلق بعلاقتنا الإعلامية المطلوبة مع الإعلام الدولي المهم والمؤثر¡ لم نجد أي أسئلة تتعلق بأجهزة الإعلام الحيوية ومن أهمها ما يتعلق بإعلامنا المرئي والضعف الذي يعاني منه وعدم مواكبته التطورات التي تعيشها بلادنا¡ أمور عديدة تحتاج لشفافية إعلامية¡ لأن الأمر ليس مجرد عقد مؤتمر ولكن المهم أن يكون التحضير له من جميع الأطراف¡ "المسؤول والصحفي والمنظم"¡ فالأمر ليس بالكم ولكن بالكيف وهذا ما نعاني منه بكل شفافية¡ خاصة مع الفرصة العظيمة التي أتاحها سمو ولي العهد بمثل هذه الرؤية المهمة في أهمية الإعلام بمثل هذه المرحلة المهمة.
صناعة صحفي متخصص مع الظروف الحالية التي تعيشها وسائل الإعلام والتأثير السلبي عليها من وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون من التحديات¡ فالأمر ليس بالمستحيل¡ لدينا القدرات الإعلامية المؤهلة¡ ولكن يحتاجون من يتعامل مع التخصص باحترافية¡ فالأمر مرتبط بالوسيلة الإعلامية وأيضاً بالجهة المنظمة للمؤتمر أو الفعالية الإعلامية¡ ولنا بالإعلام العالمي خير مثال لتطبيقه على واقعنا¡ فمن الطريف أن تجد بحكم ضياع مفهوم التخصص والعشوائية بعض الإعلاميين يظهرون إعلامياً حسب الحالة التي يدعون لها¡ فتجد بعضهم تحول من ناقد رياضي إلى سياسي وفي رمضان خصوصاً نجد الجميع وبقدرة قادر وبحكم كثافة الأعمال الرمضانية وارتفاع نسبة المشاهدة لها يتحولون نقاداً مختصين بالفنون.




http://www.alriyadh.com/1856161]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]