لم تكن المملكة في يوم من الأيام تسعى أو ترغب في نشوء الأزمة الخليجية التي وقعت في 2017 بين السعودية ودولة الإمارات العربية والبحرين ومصر من جانب¡ وقطر من جانب آخر¡ إلا أنها اضطرت إلى ذلك¡ بعدما وجدت أن جميع الأبواب مؤصدة في إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف¡ وتضمن استمرار ترابط دول الخليج كافة كما هو معهود عنها.
تشهد صفحات التاريخ أن المملكة حتى الدقيقة الأخيرة من إعلان المقاطعة مع قطر¡ كانت حريصة على تجنيب مجلس التعاون الخليجي أي أسباب للفرقة أو الضعف¡ ضمن استراتيجية عامة¡ لطالما التزمت بها منذ تأسيس المجلس العام 1981 وتهدف إلى تعزيز تحالف المجلس وترسيخ قوته وتوظيف إمكانات دوله لمواجهة التحديات كافة¡ سواء المحيطة بمنطقة الخليج خاصة¡ أو الشرق الأوسط عامة.. ولهذا السبب¡ جعلت المملكة الباب موارباً للمصالحة الخليجية¡ والتعاطي مع أي حلول مرضية¡ تنهي بها هذه الأزمة¡ وتلقي بها في ذمة الماضي¡ ويعكس هذا الأمر حرص حكومة المملكة الدائم على مصلحة جميع الدول¡ بما فيها قطر¡ من منطلق إيمانهم العميق أن المرحلة الراهنة من تاريخ الأمتين العربية والإسلامية لا يحتمل تداعيات أي أزمات قد تضعف الدول وتفرق الشمل وتشتت الجهود.
ورغم أن أزمة الخليج تقترب من إتمام عامها الرابع¡ إلا أن هذا لم يمنع المملكة باعتبارها الشقيقة الكبرى لدول الخليج من مواصلة لعب دورها المعروف في تعزيز أمن المنطقة¡ والنظر إليه على أنه كلٌ لا يتجزأ¡ وليس هذا غريباً على المملكة¡ وهي التي كثيراً قادت مجلس التعاون الخليجي إلى بر الأمان¡ وعملت على تحصينه ضد أي اختراقات خارجية¡ والترفّع به عن أي مهاترات¡ فتبعد عنه الأزمات التي تربصت بأمنه وهددت دوله واستهدفت تماسك وحدته.
وما زالت الرياض منذ اليوم الأول لتجدد الأزمة الطارئة مع قطر¡ سواء في العام 2017 أو قبلها في 2013¡ وهي تؤمن بأهمية الحل السياسي¡ ليقينها بأنه السبيل لتجاوز كل المشكلات وتلافي كل التحديات والتغلب على كل المشاغل الأمنية التي تهدد دول المجلس.
واليوم كما في الأمس¡ تكرر المملكة ترحيبها لأي جهود إقليمية أو دولية¡ لحل أزمة الخليج¡ وترى في جهود الوساطة الكويتية والدعم الذي لقيته من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بارقة أمل يُترقب أن تكلل بكتابة نهاية سعيدة لهذه الأزمة¡ تُعيد لمجلس التعاون قوته وتماسكه ودوره المحوري البارز في المنطقة¡ وهو ما حرصت عليه المملكة في الأمس¡ وتحرص عليه اليوم¡ واضعة في الاعتبار الصالح العام الذي يقوي من ترابط الدول الخليجية والعربية والإسلامية.




http://www.alriyadh.com/1857212]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]