ظهر فيلم بورات Borat الجديد وأصدر ضجة كما هو متوقع¡ وهو فيلم فكاهي¡ مثل الكاميرا الخفية¡ يقوم فيه البطل بالتنكر كشخصية صحفي من آسيا الوسطى ويجوب أميركا¡ خاصة ما يسمى الولايات الحمراء المحافظة¡ ويقابل أناساً وجمعيات ومنظمات وسياسيين ويتكلم بكلام مستنكر أو متطرف أو عنصري¡ ويصور حواراته خلسة معهم.
الشخصية قديمة وكان يؤديها منذ أواخر التسعينات¡ واشتهرت خاصة في فيلم بورات الأول (2006م) الذي صنع من الشخصية نجماً عالمياً¡ حتى إنه لم يستطيع أن يؤديها في الجزء الثاني لأن الناس ميّزوه¡ فغير شكله تماماً¡ ومضى في تصوير تلك اللقطات والقفشات التي تُظهر ما في نفوس الناس فعلاً عندما يطرحون التحفظ¡ إنه تأمّل في النفسية البشرية¡ فلو قدم نفسه على أنه صحفي من بلدهم لتكلموا بحذر ولما صرحوا بآرائهم العنصرية¡ ولكن لما اعتقدوا أنه مراسل مغمور من دولة بعيدة لم يسمعوا بها أخذوا راحتهم في الكلام¡ هل هذه ستكون الطريقة الجديدة في دراسة السوشيولوجيا المعاصرة¿
إنها مثل الاستبيانات التي تطرح على الناس مع ضمان أن تبقى هوياتهم سرية¡ فإذا كان الموضوع حساساً تردد الناس في أن يعطوا الباحث آراءهم الحقيقية حتى مع ضمان ألا يعلم أي شخص¡ لكن في الكاميرا المختبئة يشعرون أنهم مع صديق يشاركهم آراءهم بل يستحثهم بحماس أن يصرحوا بكل ما يضطرون عادة أن يخفوه¡ أخلاقياً هي غير مقبولة¡ فهي تخدعهم¡ وتشهر بهم¡ وتستحثهم أن يقولوا كلاماً لا يصرحون به في العادة¡ لكنها لا تفتري عليهم أو تنسب لهم ما لم يلفظوا به.
يبدو أنها صارت من الطرق القليلة لجس النبض ومعرفة ما يدور فعلاً في النفوس!




http://www.alriyadh.com/1857429]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]