لم يحظ القطاع العقاري السعودي في تاريخه بالاهتمام والعناية الحكومية¡ كما يحظى به اليوم في ظل رؤية 2030¡ التي أدركت أنه يستطيع أن يقدم أداءً أفضل مما هو عليه سابقاً¡ إن وجد المناخ المناسب والأفكار النوعية للانطلاق نحو آفاق رحبة¡ تجعل منه أحد الأعمدة الرئيسة في منظومة الاقتصاد الوطني.
ومنذ عقود طويلة مضت¡ والمملكة لديها مقومات نموذجية لقطاع عقاري ناجح¡ مثل رؤوس الأموال الضخمة والكوادر البشرية¡ فضلاً عن الخبرات المتراكمة التي تجعله منافساً قوياً للقطاعات المماثلة¡ ليس في منطقة الخليج فحسب¡ وإنما في بقية دول العالم¡ إلا أن ما ينقص القطاع حزمة التشريعات والإجراءات التي ترتب أوراقه المبعثرة¡ وتحدد أولوياته وبوصلة اهتماماته¡ وهو المطلب الذي لطالما نادى به جميع المتعاملين مع القطاع في سنوات سابقة¡ إلا أن مسيرة التطوير كان تسير ببطء¡ إلى أن جاءت رؤية 2030¡ فسرّعت من عمليات تحديث القطاع.
الدعم الحكومي لقطاع العقار متواصل ومستمر منذ الإعلان عن الرؤية في صيف 2016 وحتى الآن¡ ولعل آخره موافقة مجلس الوزراء على الإطار الشامل لاستراتيجية القطاع¡ هذا الإطار جاء شاملاً ووافياً¡ بعدما تضمّن الكثير من الإجراءات والتشريعات الكفيلة بإحداث تغيير جذري في آليات القطاع وإدارة عملياته ومشاريعه¡ من أجل تحقيق إيجابيات لا حصر لها¡ ليس أولها إيجاد سوق عقاري حيوي ومنظم¡ جاذب للاستثمارات في بيئة تنافسية قابلة للتوسع¡ وليس آخرها تقديم خدمات مبتكرة¡ ورفع مستوى الشفافية¡ وتعزيز مبادئ الحوكمة¡ وتمكين الكيانات العقارية من الإطلاع على التجارب الدولية الناجحة.
وتتضمن استراتيجية القطاع بعد تنفيذ بنودها على أرض الواقع¡ تأكيد موثوقية السوق العقاري¡ وتفعيل التعاملات الإلكترونية بشكل أكبر من ذي قبل¡ ويثمر هذا عن رفع كفاءة الشركاء¡ وسرعة حل النزاعات العقارية دون الرفع للمحاكم القضائية¡ واجتذاب الاستثمارات الخارجية¡ وتأهيل وتدريب الكوادر البشرية العاملة في كل مجالاته¡ وغيرها من الإيجابيات التي ستظهر تباعاً.
ويعكس اهتمام الدولة بقطاع العقار على هذه الكيفية من الزخم المتتابع¡ الرغبة الجادة في أن يكون أحد أبرز القطاعات الداعمة لخزينة البلاد¡ تلبيةً لهدف أساسي أعلنت عنه الرؤية¡ بعدم الاعتماد على دخل النفط المتذبذب¡ والاستعانة بقطاعات أخرى لم تنل نصيبها من الاهتمام الرسمي¡ في مقدمتها العقار¡ الذي ينتظر أن يكون الحصان الأسود في المشهد الاقتصادي السعودي.




http://www.alriyadh.com/1858011]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]