لقد أدرك النظام الإيراني الصفوي أن استقرار إسرائيل أولوية مطلقة بالنسبة للعالم الغربي¡ فربط مشروعه السياسي بتهديد استقرار إسرائيل وأمنها إعلامياً¡ من خلال التلويح بإزالتها من الوجود¡ مع أنه مضى 72 عاماً على وجود إسرائيل ولم نشهد عملاً واحداً من قبل إيران ضدها!¡ بل تأكّد أن هناك تنسيقاً أمنياً خفياً بين الطرفين أثناء احتلال العراق وسورية.
هذا المشروع التوسعي لا يختلف عن المشروعات الهدامة الأخرى تجاه المنطقة العربية¡ بل إن خطره أشمل وأعمّ¡ لأن هناك مناعة لدى الشعوب العربية من كلّ ما يمت إلى المشروعات السابقة بصلة¡ فيما لم تستطع أجزاء من الجسد العربي تشخيص السم الصفوي المتخفي الذي يدخل إليه حين تكون مناعته مسترخية وغير متحفزة لمواجهته¡ لذلك نأمل أن يفهم الجميع أن المشروع الإيراني يستهدف المنطقة العربية في تركيبتها الداخلية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وما يقوم به النظام الإيراني في العراق وسورية ولبنان واليمن يظهر بوضوح مدى استغلاله العامل المذهبي في هيمنته التوسعية¡ حيث يُعامل السني الإيراني وإن كان فارسياً¡ من منطلق طائفي¡ ويعامل العربي الشيعي الأحوازي بمنطلق قومي عنصري¡ ويراه عدواً ثقافياً وتاريخياً لا يوثق به¡ لكن في المقابل خارجياً يقوم على استغلال العواطف الشيعية وربطها بإيران من خلال خطاب مذهبي.
لهذا تواجه المنطقة العربية¡ ولا سيما مجلس التعاون الخليجي¡ تحديات وتهديدات فارسية غير مسبوقة على الصعد كافة¡ وعلى الرغم من ذلك أظهر مجلس التعاون تماسكاً كبيراً بفضل الدعم السعودي في التعامل مع هذه النوعية من التحديات¡ ومع تسارع وتيرة التطورات وتشابك خيوطها يصعب القول إن هناك مخاطر أمنية إقليمية وأخرى دولية¡ إنما تلك المخاطر كونية¡ وبالتالي نحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهتها¡ وهذا ما دفع المملكة في القمم الخليجية إلى المطالبة بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد¡ لصياغة سياسات خارجية متكاملة على أساس المصلحة المشتركة.
لذلك علينا أن نتمعن ملياً بهذا المشروع التوسعي الذي تحوّل إلى خطر داهم يهدد أمننا وسلامة مجتمعاتنا¡ وبات بمأمن من أيّ ردات فعل تجاه أفعاله التخريبية¡ لا سيما أن لدى دول الخليج أوراقاً كثيرة تشكّل ضغوطاً رادعة تجاه سلوكه الإجرامي¡ لكن من المؤسف أنه قد جرى إغفال هذه الأوراق¡ ولم تفعّل بالشكل المطلوب¡ إلاّ بحدودها الدنيا.




http://www.alriyadh.com/1858348]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]