كانت الأندية السعودية لا تستطيع التصرف في بعض حقوقها التسويقية والاستثمارية¡ كتذاكر المباريات واستثمار منشآتها¡ حتى جاء عام 2006 عندما وجه الأمير سلطان بن فهد¡ الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك¡ بتحرير هذه الحقوق عبر السماح للأندية ببيع تذاكر المباريات بشكل مباشر وتحصيل إيراداتها¡ كما سمح أيضاً أن تؤجر الأندية الأراضي الفضاء المحيطة بها لمدد طويلة بما يخدمها استثمارياً.
وقد تزامنت تلك القرارات بزيادة مداخيل الأندية من النقل التلفزيوني¡ وحدث تطور كبير على صعيد الرعايات¡ لتتوج جهود الأمير سلطان ونائبه الأمير نواف بن فيصل بإنشاء هيئة دوري المحترفين التي تحولت فيما بعد لتصبح رابطة لأندية دوري المحترفين السعودي.
وكانت تلك الخطوات تمهيداً لتخصيص الأندية¡ التي كان تخصيصها وشيكاً العام 2017 قبل أن يؤجل هذا المشروع لمرحلة قادمة بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.
وفي العام الماضي تم تطبيق الحوكمة على الأندية السعودية¡ كمشروع يهيئ الأندية لمرحلة التخصيص¡ وهو مشروع مميز يسير تطبيقه في الطريق الصحيح والبوادر مشجعة جداً.
ورغم الفكر العالي والحماس الكبير والعمل المدروس الذي يتسم بالجودة في التطبيق¡ من قبل الأمير عبدالعزيز بن تركي وأغلب الفريق الذي يعمل معه¡ إلا أن هناك ملاحظات تخص الاستثمار والتسويق في الأندية ينبغي مراجعتها وتصحيح بعض الأخطاء الموجودة.
فعلى الصعيد الاستثماري لا تزال الأندية تعاني من القيود القديمة¡ التي تعيقها من استثمار منشآتها وأراضيها بالشكل الأمثل¡ حيث ما يزال نظام المشتريات الحكومية مسيطراً على آلية العمل في الأندية التي ينبغي تحريرها استثمارياً مع وضع ضوابط جديدة تعزز من النزاهة والشفافية وتعطي الأندية مرونة أكبر فيما يخص الاستثمار.
وإدارة الاستثمار في الوزارة وعدت وعملت على تطوير لوائح استثمارية جديدة للأندية¡ لكن هذا التطوير اقتصر على تحويل العمل بين الوزارة والأندية من عمل ورقي إلى عمل إلكتروني عبر منصة أُنشئت لهذا الغرض مع بقاء القيود على الأندية كما كانت سابقاً!
أما على الجانب التسويقي فرغم أن هناك تنظيمات تسويقية ولوائح موجودة صدرتها الرابطة للأندية¡ إلا أن تدخل الوزارة في بعض التنظيمات التسويقية خلق نوعاً من الازدواجية التي ينبغي ألا تحدث لكنها حدثت.
نختم بأن هذه الملاحظات لا تلغي كثيراً من المزايا التي تقوم بها الوزارة وإدارة الاستثمار ولعل حوكمة الأندية خير دليل¡ لكننا نطمع بعمل كامل الأوصاف لا تشوبه أي شائبة لذا كتبنا هذا المقال من منطلق وطني.




http://www.alriyadh.com/1858659]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]