الاستنكار الدولي الذي يتعقّب السلوك الإيراني بات أشدّ وضوحاً وأكثر صرامةº وإن كان بوتيرة أبطأ مما هو متوقّع أو بما يوازي خطر هذا النظام الثيوقراطي الذي ينتهج أيديولوجية خطيرة.
نظام مؤذٍ يفتقد لأدنى مقومات العقلانية ومُمعِن في مراهقاته السياسية العدوانية.
هذا السلوك المتناقض المرتبك والمكشوف الذي يتشدّق بانحيازه للحرية والقضايا العادلة¡ بات محاصراً بأحابيل أكاذيبهº فالمتتبّع لحملاته الاعتقالية والقامعة لأي صوت ينشد الحرية والرفاه والعدل والمساواة في وطنه¡ يدرك أنّ ما يتشدّق به محض زيف¡ وافتراء¡ والعزف على وتر التناقضات.
ولعل مما يثير السخريةº أن نظام الملالي¡ يبرر لنفسه التدخّل ودعم أذرعته وميليشياته في شؤون جيرانه لأسباب واهنة¡ فيما يرفض سماع أي صوت معارض لسياسته الفاشلة في إدارة شؤونه الداخلية من تحقيق استقرار وتنمية والقضاء على الفقر المدقع لشعبهº بل إنه يبدّد أمواله ومقدراته في مشروعات توسعية¡ وأطماع في السيطرة¡ ونشر أفكاره الدوغمائية التي تنبذ أي مُخالف.
الموقف الدولي الرافض لسياسة النظام الإيراني¡ برغم أنه خطوة مهمة لتحجيمه إلا أنها ليست كافيةº فاستمرار هذا النظام بسلوكه الدوغمائي المريب يعكس هشاشة الموقف الدولي وعدم جزميّته وقدرته على النفاذيّة المطلوبةº وإلا لما تجاسر على ممارسة عدوانيته المقيتةº ولا أن يسرح ويمرح بلا وجل أو تقدير أو تحسّب للعواقب.
ففي الوقت الذي يتّجه العالم نحو إشاعة ثقافة الحوار والتعايش والسعي الدؤوب لأن يكون كوكبنا أكثر أماناً وأرحب تواصلاً وأثرى ثقافةً وسِلماًº نجد أن هذا الجهد مُهدَّد بالتقويض في ظلّ هيمنة الشّر وسياسة الإيذاء ونشر الفوضى والإرهابº ومن أدبيّاتنا العربية أنّه لا يمكن لك أن تُكمل بنيانك إذا كنت تبني وغيرُك يهدِم.
إنّ هذا الحصار المعنوي والعزلة اللذين يعيشهما النظام الإيراني مؤشران على أنّ رهاننا يقتضي أن تسير الجهود باتجاه واحد مصحوبة بتضافر أممي صادق في نياته إذا كان الهدف تبيئة عالمنا الرحيب وجعْله عالماً يحفل بالسلام والأمان والخير والعدل والمساواة والتعايش دون تمايز أو تفضيل لأي سبب أو منطق أو مُنطلَق أيديولوجي.




http://www.alriyadh.com/1858678]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]