لا أقصد بالعنوان أعلاه "أنظمة الانطباع الرقمي" المستخدمة في علوم طب الأسنان¡ الأكثر شهرة في استخدام هذا المصطلح¡ وإنما الشعور الذي يتركه مستخدمو الشبكات الاجتماعية¡ أو المنصات الرقمية¡ لدى الآخرين.. الصورة الذهنية الرقمية¡ أو الفكرة الدائمة¡ التي تبقى لدى المتلقين أو القراء أو المتابعين¡ بغض النظر عن أي عوامل أخرى.
يخطئ الأغلبية في التفريق بين شخصيات الناس في الحقيقة¡ وما هم عليه في الفضاء الافتراضي¡ وهذا لا يعني بالضرورة الازدواجية¡ أو الأقنعة¡ وإنما بسبب محدودية الإمكانات في عالم الافتراض¡ من حيث تقديم الشخوص كما هم في حيواتهم الحقيقية.
يمكن تصنيف ما يكون عليه الناس في الشبكات الاجتماعية إلى عدة أشكال: الأول¡ حياة تشبه الواقع (مع استحالة التطابق). الثاني¡ اختيار "حياة رقمية" لإظهارها¡ وتقديمها كحياة شبه واقعية. الثالث¡ ما يسقط سهوًا¡ من الصفات والطباع بين الحياتين.
في جميع الخيارات¡ لا يمكن تحديد نمط صحيح أو غير ذلك¡ وإنما هي خيارات - غير مفروضة - يستخدمها الناس بسبب دوافع مختلفة¡ ومغريات متغيرة¡ وظروف تفرض أحيانًا طباعًا على غيرها. مع الإشارة إلى وجود أكثر من خيار لشخص واحد¡ في حال تغيير المنصة والأشخاص المتفاعلين.
في الوقت نفسه¡ قد تتطور هذه الأنماط وتتحول من الأول للثاني¡ أو العكس¡ أو حتى تنزلق للثالث¡ في حال تغير الوضع الذاتي¡ أو تطورت القناعات¡ أو حتى بدافع الرغبة بالانفتاح أو التقوقع.. وكل هذا يحدث بشكل غير لحظي ولا ملحوظ¡ ولكن يمكن الاستدلال عليه من خلال المتابعة التراكمية¡ أو الصداقة الرقمية لسنوات. الأكيد أن الأغلبية يتغيرون دون وعي كامل¡ وأظنه شيئًا محمودًا¡ طالما كان من خلال اكتساب صفات وعادات جيدة¡ أو يرغبونها.
السؤال الأكثر إلحاحًا: هل ما نحن عليه في العالم الرقمي يشبهنا¿ لا أحد يستطيع الإجابة إلا عن نفسه¡ ويقرر ما يريد أن يكون¡ ما يظهر وما يخفي. الأهم أنه لا أحد¡ على الإطلاق¡ يبدو في الشبكات الاجتماعية كما هو في الشبكات الحياتية¡ مهما زعم وادعى¡ أو حاول¡ الأمر مختلف تمامًا. والسلام..




http://www.alriyadh.com/1858833]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]