في 14 ديسمبر الجاري استهدفت ميليشيا الحوثي ناقلة نفط بريطانية في ميناء جدة¡ وقبل ذلك وفي 25 نوفمبر قامت بعملية مماثلة ضد ناقلة نفط يونانية¡ وكلتاهما نفذتا باستخدام زوارق مفخخة ولم تحقق أضراراً تذكر¡ ولعل إيران تحاول من خلالهما التلويح بإمكانية تهديدها إمدادات الطاقة العالمية¡ وهذه الفكرة لا تستند إلى منطق¡ وقد ثبت بالتجربة أن المملكة قادرة على استعادة عافيتها النفطية في زمن قياسي¡ وأنها لن تسمح بتكرار ما حدث لحقلي بقيق وخريص في 14 سبتمبر 2019¡ والعمليتان الفاشلتان ربما دخلتا في باب الاعتراض على إشراك المملكة والإمارات في الاتفاق النووي الجديد¡ الذي سيضيف لمفاوضاته مناقشة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول الخليج والمنطقة العربية.
نظام الملالي لم يكن وفياً مع الأقليات العرقية التي ساعدته في الوصول إلى السلطة سنة 1979¡ ومارس ضدها تمييزاً لم تعرفه في فترة حكم الشاه¡ ومن هؤلاء أكراد إيران وعرب الأحواز¡ وقد اضطهد واعتقل المئات من صوفيي الشيعة¡ رغم أن معظمهم من العرقية الفارسية¡ ولم يسلم منه حتى الناشطون في مجال البيئة¡ فقد اعتقلهم وقتل بعضهم¡ وكل ذلك لمجرد أنهم انتقدوا طريقة تعامل الملالي مع الموارد الطبيعية¡ ومن الأمثلة الناشط البيئي كافوس سيد إمامي الذي توفي في ظروف غامضة سنة 2018.
المعممون لا يخجلون من تصفية المخالفين لهم في إعدامات جماعية علنية¡ ولدرجة أن الأطفال الإيرانيين الذين تقل أعمارهم عن 13 سنة ينتحرون بشنق أنفسهم في محاكاة لما يرونه¡ كنتيجة لحالة الفقر التي يعيشونها¡ وتؤكد الإحصاءات أن 60 مليوناً من أصل 84 مليوناً إيرانياً يعانون ظروفاً اقتصادية صعبة¡ ومع هذا ينفق الملالي مليارات الدولارات لدعم الميليشيات المتطرفة في المنطقة.
إيران الملالي متورطة في أكثر من 360 عملية اغتيال في 40 دولة¡ وبحسب الإحصاءات الدولية فإن 51 % من الإعدامات حول العالم نفذت في إيران¡ وتأتي الصين في المرتبة الثانية¡ مع ملاحظة الفارق السكاني بين الدولتين¡ فالصين تعدادها يصل إلى مليار ومئتي مليون إنسان مقارنة بتعداد إيراني لا يقترب من ربع في المئة مقارنة بالصينيين¡ وإيران أعدمت من دون محاكمات وبمباركة من الخميني¡ 30 ألف سجين في سنة 1998¡ والأصعب أن أماكن قبورهم غير معروفة.
الموضوع لا يقف عند هذا الحد¡ فالملالي متعددو المواهب ويمارسون بجانب الاغتيالات والإعدامات الجماعية¡ تفجير الفنادق والمقاهي واختطاف الطائرات¡ كما حدث مع الجابرية الكويتية وطائرة تي دبليو آي¡ ويتعاونون مع كارتيلات المخدرات في المكسيك لتنفيذ عملياتهم في أميركا¡ ومن الشواهد¡ محاولة اغتيال عادل الجبير في واشنطن سنة 2011¡ ونظام بهذه البشاعة لا يستحق الحياة¡ وفي التفاوض معه ومداراته خطأ كبير¡ ولا يصح أن تتوقع أوروبا أو أميركا تحقيق مكاسب من ورائه.




http://www.alriyadh.com/1859237]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]