شاهدت فيلماً أُنتج في التسعينات الميلادية¡ وأرجع إلي ذكريات من تلك الحقبة¡ خاصة أغنية شهيرة أتت في أحد المشاهد¡ تكررت كثيراً في أفلام التسعينات واستحضرتْ المزيد من الذكريات.
هناك كلمة إنجليزية تصف الحنين إلى الماضي وهي كلمة nostalgia¡ والماضي يمكن لأي شيء أن يثير ذكراه في عقلك¡ كصوت «مثل: أغنية¡ صوت إنسان أو حيوان أو آلة»¡ أو رائحة «مطر¡ عطر¡ شجر¡ صمغ» أو منظر «كثير»¡ والحواس مرتبطة بقوة بالذاكرة¡ حتى إن أخف عطر يمكن أن يشعل فجأة منطقة ذكريات عمرها عشرات السنين.
للأسف¡ إن بعض الشركات تستخدم هذا ضدك¡ كما يقول الكاتب إريك شلوسر في كتابه «أمة الطعام السريع»¡ والذي بيّن فيه أن من أهم أهداف بعض المطاعم السريعة الشهيرة زرع حب طعامهم ورائحة البطاطس المقلية في نفوس الصغار تحديداً¡ حتى إذا كبر ارتبط المطعم بذكريات إيجابية لديه¡ فكلما رأى شعاره أو وجد رائحة طعامه ضج صدره بالحنين فيشتري بل يأخذ أطفاله إلى المطعم نفسه.
وفي الوقت نفسه¡ الذكريات السلبية لها سرعة الاستحضار نفسها¡ ويمكن لأي شيء مشابه لذكرى قديمة أليمة أن يمثّلها أمامنا من جديد¡ وهذه إذا اشتدت كانت من أعراض مرض نفسي اسمه «اضطراب ما بعد الصدمات»¡ يصيب من فعلوا أشياء بشعة أو شاهدوها¡ لقد قرأت قصة جندي رجع إلى بلده وكان في مصلحة حكومية لتجديد بعض الوثائق¡ وسمع طفلاً يبكي فثار عقله ببعض ذكريات الحرب فركض واختبأ تحت طاولة وأخذ يصرخ ويبكي.
هناك أمل لتخفيف أثر الأشياء التي تقدح زناد الذكريات السلبية كما يقول العالم جون ريتي في كتابه «سبارك»¡ من أبرزها العلاج المعرفي السلوكي¡ وأما الذكريات الإيجابية فهي في يدك¡ فاستزد من المواقف الطيبة¡ والتجارب الشيقة¡ والجلسات مع الأقارب والأصدقاء والأحباب¡ لتصنع مخزوناً كبيراً من الحنين إلى الماضي الجميل!




http://www.alriyadh.com/1859061]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]