كانت هناك عائلة من البادية تسكن في أطراف الدرعية إذ جرت العادة أن يقطن أبناء البادية بجوار المزارع صيفاً حيث الماء والكلأ لأغنامهم¡ وذات يوم خطب أبو العائلة هذه فتاة نزل أهلها من البادية أيضاً بجواره فجن جنون زوجته وأم أولاده من هذه الخطبة ومن هذه الزيجة المشؤومة الفادحة¡ ولم تدر ماذا تفعل ولشدة ما أصابها نزلت إلى البلدة تستغيث بأهلها لعلهم يمنعونه ويصرفونه عن هذا الزواج فمرت بمجلس البلدة¡ وهو عادة ساحة بين البيوت يجتمع فيها الشيوخ والعاطلين عن العمل ويتشرقون الشمس عصراً¡ فلما مرت بهم صاحت: «يا جماعة افزعوا لي وشوروا علي¡ زوجي بيعرس الليلة». فتضاحكوا وأشاروا إلى بيت عجوز يطلق عليها «أم عويمر» فطرقت الباب منادية: «تكفين يا أم عويمر زوجي يبي يعرس الليلة وأنا داخلة عليك تشوفين لي دواء يمنعه أخاف يطلقني»¡ فتفاجأت العجوز بها وبطلبها وردت عليها بغضبٍ قائلة: «خيبة إن طلقك وخيبة إن خلاك».. فظنت المسكينة أنه دعاء سينفعها ويحل مشكلتها وانطلقت وهي تردد طيلة الطريق: «خيبة إن طلقك وخيبة إن خلاك».. وكانت المسافة حوالي الخمس كيلومترات من البلدة إلى منزلها وظلت تردد هذه العبارة إلى أن وصلت البيت¡ فلما وصلت وجدت أن الزواج قد فشل بسبب خلافٍ نشب بين أهل الزوجين.! وفي عصر اليوم الثاني أقبلت إلى البلدة وهي تقود كبشاً ضخماً وتطرق باب أم عويمر¡ فلما فتحت الباب دفعته إلى المنزل ثم أخذت تقبل رأسها وهي تقول: «أبشرك أن الله قبل دعائك وفشل العرس!!»¡ تحرجت أم عويمر من أخذ الكبش لكنها أصرت على ذلك بل راحت تكيل الدعوات لها ثم تركتها وعادت أدراجها.
فلما علم ابن أم عويمر بالسالفة أخذ يضحك وفي يوم غدٍ ذبح الكبش وأولم ودعا جماعة الشياب أصحاب المشراق.




http://www.alriyadh.com/1859426]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]