حقّق الرئيس الأميركي ترمب في سياسته الخارجية نتائج مهمة في ملفات عديدة ظلت دون حلول لسنوات¡ ورغم أن الحظ لم يحالفه في الانتخابات الرئاسية لتحقيق الكثير من النجاحات التي يطمح إليها¡ إلاّ أنه قدّم للرئيس المنتخب جون بايدن فرصةً ذهبيةً لاستغلال هذه النجاحات واستثمارها في انطلاق ولايته.
وقد يتبادر إلى ذهن المتابع لخطابات الرئيس بايدن أنه سيعمل على نهج سياسة الديموقراطي أوباما الفوضوية¡ ذات الطابع الساكن¡ وعدم الجرأة في اتخاذ القرارات¡ لكن بايدن يعلم أن إدارته أمام تحديات صعبة¡ لا سيما أمام مكتسبات وإنجازات كبيرة حققها سلفه¡ وصعوبة التنازل عنها¡ ويعي أنه أمام اتفاقيات ناجحة وقعتها الإدارة السابقة ستحدّ من مساحة تصرف إدارته في النحو عكس ذلك¡ عدا هذا أن للسياسة الخارجية الأميركية خطوطاً مرسومةً لا تتغير بتغيير الرئيس¡ يرسمها فاعلون ثابتون¡ وقد تتبدّل جزئياً حسب المصالح والأحداث.
لذلك يُعدّ الملف النووي الإيراني من أكبر التحدّيات التي تواجه الرئيس بايدن¡ فالعودة لتفاهمات أوباما تخدم إرهاب إيران وحلفائها¡ ولا تضع حدّاً لبرنامجها النووي¡ كما أن بقاء الوضع الراهن على حاله سيُعدّ فشلاً¡ لأنه لا يحفز إيران للتخلي عن برنامجها النووي¡ مما يعني انهزاماً لسياسة الولايات المتحدة الخارجية.
وأمام هذه التحدّيات والمعطيات والمداخلات السياسية يبقى الحلّ الأمثل أمام الرئيس بايدن مراجعة الاتفاقية مع إيران لتفادي السلبيات¡ وفرض اتفاق جديد بشروط لا تغيِّب مصالح الحلفاء¡ والتي تعدّ المتضرر الأكبر من اتفاق أوباما.
وبكلّ تأكيد أن الرئيس بايدن يعي تماماً أهمية المنطقة¡ وما حققه الرئيس ترمب مكاسب أميركية مهمة من المستحيل التنازل عنها¡ وليس أمامه سوى العمل مع الحلفاء للحفاظ على هذه المصالح والمكتسبات ودعمها¡ لا سيما أن المنطقة أمام تنامي أطماع فاعلين آخرين ينتهزون الفرص لملء الفراغ.




http://www.alriyadh.com/1859557]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]