نعيش - ولله الحمد - هذه الأيام على وقع إنجاز وطن صحي غير مسبوق¡ ليس في المملكة فحسب¡ بل وعلى مستوى العالم¡ ألا وهو نجاح المملكة في التعامل الأمثل مع جائحة كورونا العالمية¡ حيث كانت المملكة من أوائل الدول التي طبقت الإجراءات الاحترازية بكافة أشكالها حفاظاً على صحة الإنسان¡ كما أغلقت حدودها مضحية بالجانب الاقتصادي في سبيل الصحة الوطنية¡ في الوقت الذي نجد بعض الدول وأمام مثل هذه الموازنة تقدم الجانب الاقتصادي. كما كانت التوجيهات الكريمة بإعادة الإنسان السعودي من أي مكان كان إلى حضن الوطن¡ ثم كانت قمة العشرين التي عقدت مؤخراً افتراضياً برئاسة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده - حفظهما الله - والتي انعكس فيها وجه المملكة الإنساني سواء عن طريق مساهمتها المادية الفعالة في سبيل توفير علاج لهذا الفايروس¡ أو عن طريق دعوتها الصريحة إلى ضرورة توفر اللقاح للدول الفقيرة على مستوى العالم بعيداً عن معايير الدين¡ واللون¡ والجنس. ثم كانت جوهرة التاج في تعامل المملكة مع ملف كورونا حينما نجحت الدولة وفي مقدمة دول العالم في توفير اللقاح لمواطنيها والمقيمين على أرضها¡ وقد شهدنا جميعاً اعتزاز المواطنين وهم يتلقون هذا اللقاح بمنتهى اليسر والسهولة بانتمائهم لهذا البلد المعطاء.
إن ما قامت به المملكة في تعاملها الرائع مع هذا الملف يعكس ثابتا من ثوابت علاقة المملكة مع مواطنيها وهو "الإنسان أولاً"¡ وهو الثابت الذي يتجلى في حقيقة أن الجزء الأكبر من ميزانية الدولة تذهب للعناية بصحة الناس. وهو ذات الثابت الذي نراه منذ تأسيس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - لهذه الدولة¡ حيث كان الوضع الصحي قبل تأسيس الدولة سيئاً جداً¡ حيث لم يكن لدى الناس مؤسسات صحية متقدمة¡ ولا أدوية¡ ولا كوادر طبية.. إلخ¡ بل كانوا يستشفون بالطرق البدائية المعروفة كالوصفات الشعبية القائمة على الأعشاب¡ والحجامة¡ والكي. وكان من يقدم هذه الخدمات هم العطارون¡ وكان هذا مما يؤرقه
رحمه الله - وهو يريد أن يرقى بالخدمات الصحية في بلاده إلى مصاف الخدمات التي كانت تقدم في الدول المتقدمة حينها.
ومن هنا أصدر - رحمه الله - أمراً ملكياً عام 1343هـ تأسست بموجبه مصلحة الصحة العامة¡ وبعده بعام في 1344هـ تم إنشاء مديرية الصحة والإسعاف¡ وقد ربطت مباشرة بنائب الملك في الحجاز وكان من مهامها رعاية صحة الأفراد¡ والاهتمام بصحة الحجاج¡ وصحة البيئة¡ والعناية بكل الشؤون المتعلقة بالصحة¡ ليليه أمر ملكي آخر في عام 1351هـ تم بموجبه تشكيل مجلس أعلى للصحة لوضع السياسات الصحية العامة¡ وقد بلغ عدد المستشفيات في عهد الملك عبدالعزيز (11) مستشفى إلى جانب (25) مستوصفاً توزعت على مختلف مناطق المملكة. كما صدرت في عهده العديد من الأنظمة الهادفة إلى تنظيم وتطوير القطاع الصحي كنظام الطبابة والصيدلة 1347هـ¡ ونظام الاحتياطات الصحية للوقاية من الأمراض المعدية¡ ونظام المستشفيات عام 1354هـ. لتتوج كل هذه الجهود الكريمة التي وضعت صحة المواطن نصب عينيها بإصدار مرسوم ملكي عام 1370هـ بإنشاء وزارة الصحة التي شاهدنا وزيرها الحالي توفيق الربيعة أول المتلقين للقاح كورونا عام 2020م¡ عاكساً حقيقة اهتمام حكومة المملكة بالإنسان وصحته.




http://www.alriyadh.com/1859859]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]