ردت شركة Apple على انتقادات Facebook بشأن التغييرات المقبلة في سياسات الخصوصية في عملها ومتجرها ونظامها التشغيلي بالقول: إن هذا "موقف من أجل مستخدمينا"¡ ويبدو أن شركة فيس بوك قد أصابها الذعر من نوايا شركة "أبل" منح المستخدمين خاصية السماح وعدم السماح للتطبيقات لجمع البيانات المتعلقة بهم. وفي محاولة يائسة نشرت فيس بوك عدة إعلانات على صفحات كاملة في كبريات الصحف الأميركية تهاجم شركة Apple¡ مدعية أن مثل هذه التغييرات ستحد من قدرة الشركات على استهداف قطاعات معينة بالإعلانات المخصصة.
وتركز إعلانات فيس بوك المضادة عبر نيويورك تايمز¡ وول ستريت جورنال وواشنطن بوست على أن خطوة "أبل" هذه ستكون "مدمرة" لملايين الشركات الصغيرة التي تعلن على منصة "فيس بوك". وتأتي هذه الحملات المتبادلة بين العملاقين (فيس بوك¡ أبل) تحت عناوين أخلاقية براقة ولكن الحقيقة تقول إن جزءا مهما من هذا الصراع سببه المنافسة في سوق المعلومات (الشخصية للناس) وما تجلبه من دخل مهول عبر التطبيقات الجماهيرية.
والواضح أيضا أن الشركات هنا تتسابق لمواءمة أعمالها وممارساتها في مواجهة موجة المطالبات بتشريعات تنظم طريقة تشارك وتسويق وبيع معلومات المستخدمين الشخصية عبر المنصات الإلكترونية وضمان الحد المعقول من الحماية لخصوصيتهم. وعلى الأخص فإن شركات مثل Apple وFacebook وUber وGoogle¡ والتي تقع مقراتها الرئيسة في كاليفورنيا تواجه تعديلات الولاية على قانون الخصوصية بهذا التنافس¡ ومن هنا كانت مزايدة شركة "أبل" بإضافة المزيد من القيود على حرية منافسيها الحالية في جمع البيانات. نعم لم يعد سرا أن "تيم كوك" رأى وسط هذا المزاد فرصة حانت لتحجيم منافسيه (غوغل / فيس بوك) وذلك بتحويل قضية الخصوصية إلى ميزة تنافسية لمصلحة شركته.
وكانت لجنة التجارة الفيدرالية قد طلبت من تسع شركات تقنية تقديم بيانات واضحة حول كيفية جمعها واستخدامها للبيانات التي تجمعها حول مستخدميها. ولم تكتف اللجنة الفيدرالية بهذا¡ بل طالبت الشركات بمعلومات حول كيفية تحديد الإعلانات التي تعرضها لمستخدميها¡ وما إذا كانت الخوارزميات أو تحليلات البيانات توظف المعلومات الشخصية¡ وأيضا كيف (وهل) تؤثر ممارساتهم مع البيانات الشخصية للمستخدمين تؤثر على الأطفال والمراهقين.
لم يعد سرا أن المواطن العالمي في العصر الرقمي أصبح سلعة ومعلومة تجارية تتبادلها الشركات¡ كما لم يعد الحديث عن الخصوصية يستحضر كثيرا مسألتي الأخلاق والقانون¡ ولأن خصوصيات مئات الملايين من مستخدمي التقنية أصبحت للبيع والمشاركة.
قال ومضى:
السر الوحيد في عصر المعلومات هو (ما لم) تحدث به نفسك.




http://www.alriyadh.com/1859861]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]