مازال العالم يعيش فصول جائحة كورونا¡ وما أحدثته وتحدثه من صدمات اقتصادية واجتماعية لا حصر لها¡ كانت كفيلة بتغيير قائمة الأولويات في دول كوكب الأرض¡ وتعديل برامج الإنفاق¡ وهو ما حدث في المملكة¡ التي تعاملت بإنسانية مفرطة مع الأزمة¡ وخصصت ميزانيات ضخمة لتأمين أفضل العلاجات¡ فضلاً عن برامج التخفيف من آثار الجائحة عن كاهل الأفراد والمؤسسات المتضررة¡ ورغم كل هذا¡ تأتي المملكة اليوم بموازنة قوية وراسخة¡ وكأن شيئاً من فصول الجائحة لم يحدث¡ وكأن النفط لم يفقد أسعاره المرتفعة.
تسير المملكة في الطريق الصحيح الذي رسمته لنفسها¡ وتحقق كل ما تحلم به اقتصادياً واجتماعياً¡ ظهر هذا عندما أعلنت الحكومة الرشيدة عن موازنة 2021 التي فاجأت الجميع بأرقامها الضخمة وإحصاءاتها التي بعثت برسالة مهمة¡ بأن المملكة نجحت في برامج التطوير والتحديث والإصلاح¡ وأجادت ترجمتها بمهارة وخبرة على أرض الواقع.
القرار الذي صدر أمس عن وزارة الداخلية بتعليق الرحلات الجوية الدولية للمسافرين مؤقتاً لمدة أسبوع¡ وتعليق الدخول إلى المملكة عبر المنافذ البرية والبحرية مؤقتًا لمدة أسبوع قابلة للتمديد أسبوعاً آخر.. يعتبر مرحلة متقدمة ومهمة لحماية الصحة العامة للمواطنين والمقيمين وضمان سلامتهم.
الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي استشعرت ما ستقبل عليه المملكة من تراجع خطير في أسعار النفط¡ وجائحة كورونا¡ وأعلنت في صيف 2016 عن رؤية المملكة في الوقت المناسب¡ لتكون المنقذ الحقيقي والمثالي للمملكة من التراجع اقتصادياً¡ هذه الرؤية اليوم هي التي دفعت المملكة للتغلب على تراجع أسعار النفط¡ وهي التي ساعدتها على مواجهة تداعيات كورونا¡ ليس هذا فحسب¡ وإنما دعمت الموازنة بأرقام كبيرة وضخمة كما اعتدنا عليه سابقاً¡ والرؤية نفسها هي التي ستدعم خطط الإصلاح والتطوير التي بدأتها الحكومة إلى أن نحقق كل ما نحلم به¡ وليس في هذا مستحيل إذا وُجدت العزيمة القوية.
في إعلان الميزانية للعام 2021 قبل أيام جاءت بنود الإنفاق ملامسة تريليون ريال¡ في إشارة إلى أن المملكة قد اتخذت قرارها بتعزيز الإنفاق بسخاء رغم أي أزمات¡ لاستكمال مشروعات الرؤية¡ ومواصلة تحقيق مستهدفاتها.




http://www.alriyadh.com/1860039]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]