يستعد العالم لطي صفحة عام استثنائي¡ وما زال ظل فيروس كوفيد -19 يخيم على أحواله¡ كما وسم معظم شهور هذا العام الآفل بسمته الكئيب¡ غير أن الصورة لم تعد بتلك القتامة التي ميزت اللحظات الأولى للجائحة¡ فالعالم اليوم بات أكثر ثقة بنفسه في مواجهة الفيروس الغامض¡ وسباق اللقاحات يتسارع دولياً¡ بل إن دولاً عديدة قد شرعت فعلاً في حملات التطعيم في مقدمتها المملكة¡ ورغم أنباء الفيروس المتحور الجديد¡ التي أثارت الخوف مجدداً¡ إلا أن الآراء العلمية - وهي الأهم في هذا السياق - تؤكد أن الوضع ليس مقلقاً¡ فالفيروس المتحور أقل خطورة وإن كان أسرع انتشاراً¡ كما أن تقارير علمية تعلن استجابته أيضاً للأمصال المتوفرة¡ وما هو أهم في هذا الإطار ويمنح الإنسانية جرعة تفاؤل¡ أن العالم بات أكثر استعداداً لمواجهة امتحان عسير كهذا¡ من الناحية المعرفية العلمية¡ ومن ناحية الإجراءات الواجب اتباعها¡ وكذلك من ناحية التعاون الدولي وتوحيد الجهود لمواجهة هذا الوباء وما يمكن أن يستجد من أوبئة لا سمح الله.
البشرية واجهت إحدى أصعب أزماتها في التاريخ الحديث هذا العام¡ لكن كشأن كل المصاعب لم تخلُ من فوائد جنتها الإنسانية¡ دروس وخبرات ستضيء لها مكامن الخلل¡ كما وستبرز نقاط القوة وتعيد تركيب قائمة الأولويات¡ فتضع في مقدمة اهتماماتها ما هو جدير حقاً بهذه المقدمة¡ كصحة الإنسان وسلامته¡ وبالطبع كانت أزمة كورونا مختبراً لامتحان نظريات اقتصادية واجتماعية وعلمية¡ وما زال الوقت مبكراً للوصول إلى خلاصات بهذا الصدد¡ لكن ما هو جدير حقاً بالتأمل¡ فشل دول كبرى ومتقدمة في مواجهة هذا الوباء الشرس¡ ونجاح دول لا تعد في مصاف العالم الأول في التعامل مع جائحة كوفيد- 19¡ وهذا مدعاة لمراجعة الأفكار التقليدية¡ وطرح أسئلة ضرورية حول حصانة النموذج الغربي ومدى انسجام مبادئه الإنسانية¡ مع التطبيق الفعلي على أرض الواقع.
لكن ما هو معلوم لنا في هذا البلد المبارك في ختام عام عصيب أن بلادنا ولا شك من قائمة الدول الناجحة التي اجتازت عاصفة كورونا وأرست نموذجاً جديداً يحتذى في إعلاء قيمة الإنسان قبل أي شيء آخر.




http://www.alriyadh.com/1860195]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]