أظهرت لقطات مصورة بواسطة الهاتف الجوال عدداً من حضور مباراة القادسية والهلال وهم يتحدثون بأصوات عالية مسموعة وبلغة مرفوضة تجاه الحكم شكري الحنفوش للتأثير على قراراته¡ وخرج حارس القادسية فيصل مسرحي بعد المباراة منتقداً الحنفوش ومتهما إياه بالتعامل بشكل مختلف تجاه لاعبي فريقه وبنبره أكثر حدة من نبرته مع لاعبي الهلال.
الأسوأ من ذلك¡ هو الحوار الذي دار بين الحكم تركي الخضير وعدد من إداريي الفيصلي في مباراة الفيصلي والاتفاق في المجمعة¡ حين احتج الإداريون على أحد قرارات الخضير قبل أن يقوم الأخير بإبعادهم ليتلفظ أحدهم ويتهم الحكم بقوله : "والله إنك ناوينا¡ أو ناويها"¡ وهنا اتهام صريح لحكم مباراة يمس بنزاهته وذمته.
تطرح هذه الأحداث والتصريحات وما تنقله الكاميرات الكثير من التساؤلات حول الجرأة غير المعقولة تجاه الحكام السعوديين¡ وكذلك تطرح تساؤلات أخرى عن صحة اتهام الحارس فيصل مسرحي للحكم شكري الحنفوش فالأمر يتطلب ردا من لجنة الحكام بعد الحصول على إفادة الحكم ومنحه حق الدفاع عن نفسه أمام مثل هذه الاتهامات التي يلتقطها الإعلام والجماهير الموتورة والمتشنجة ضد كل قرارات الحكام أيا كانت نظراً لفشل فرقهم في التفوق فنيا وتحقيق نتائج إيجابية في الدوري.
من جديد تثبت الأحداث أن كل ما يحدث من قضايا ومشكلات تحكيمية لا يمكن ربطه بسوء وضعف قدرات الحكم من حيث فهم القانون واستيعابه¡ بقدر ما يعانيه الحكم السعودي من ضغوطات ومشكلات معنوية وذهنية تؤثر كثيراً على حضوره وثقته بقراراته¡ ما يجعله أسيراً لدائرة الخوف من الفرق الكبيرة وإعلامها وجماهيرها.
يعلم الحكم السعودي جيداً أنه إن ارتكب أي خطأ أمام فريق لديه ترسانة من الإعلاميين والمغردين المؤثرين فهذا يجعل مشواره التحكيمي بأكمله عرضة للانتهاء¡ باعتبار أن ثمة جيش من الإعلاميين يتحينون الفرصة للهجوم عليه في مختلف المنصات¡ فيما لن يكون هناك ردة فعل مماثلة من الفرق التي لا تملك قاعدة إعلامية مؤثرة.
أبرز الأدلة على ما يحدث هو الضغط الإعلامي النصراوي الرهيب على الحكام السعوديين سواء في مباريات النصر أو في مباريات منافسهم الهلال¡ والذي تسبب بضغط على الحكام في مختلف المباريات¡ ودفع كل الفرق لتمارس الضغوط ذاتها وبدرجة أعلى وبجرأة غير مسبوقة¡ ما يستدعي تدخل اتحاد الكرة عبر لجانه بشكل حازم لإيقاف هذه الجرأة غير المنضبطة.
سلطان السيف




http://www.alriyadh.com/1860423]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]