قمةٌ بعد أخرى¡ يؤكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن الأسس الثابتة والراسخة والأهداف النبيلة التي انطلق منها قبل أربعة عقود¡ فضلاً عن إيمانه الراسخ بأن المصير مشترك بين دوله مجتمعةً¡ كفيلة اليوم بدفعه لتجاوز التحديات والعقبات¡ وصولاً إلى تحقيق الوحدة المنشودة والتعاون المشترك.
وتُعوّل دول المجلس على دور المملكة المحوري¡ وعلى حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز¡ للقيام بما يجب عمله في تعزيز مسيرة المجلس¡ واستكمال سلسلة إنجازاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية¡ من أجل استمرار رفاهية المواطن الخليجي وتأكيد سلامته في أوطان قوية وآمنة¡ فضلاً عن دعم أمن المنطقة الخليجية والنهوض بالعمل الخليجي المشترك¡ والوصول به إلى أبعد نقطة من التكامل والتفاهم بين شعوب المنطقة.
مؤشرات نجاح القمة الخليجية المقبلة¡ قد تبدو واضحة للعيان قبل انعقادها في الخامس من يناير المقبل¡ فهذه القمة ستكون في ضيافة الرياض¡ وبرئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز¡ الذي يتمتع بعلاقات وثيقة ووطيدة مع إخوانه قادة الدول الخليجية كافة¡ كما أنه يحظى بتقدير كبير وبالغ منهم¡ لأدواره القيادية والتاريخية في حفظ كيان المجلس وصون أمنه والذود عن مكتسباته¡ من خلال جهود يبذلها على الدوام¡ لتعزيز العمل الخليجي المشترك¡ والعمل على حدة الصف¡ وفق رؤية واضحة وصادقة¡ تجنب منطقة الخليج أي تدخلات أو إملاءات خارجية.
وتوثق صفحات التاريخ الخليجي¡ مواقف كثيرة¡ يظهر فيها حرص خادم الحرمين الشريفين¡ إلى جانب إخوانه قادة دول مجلس التعاون على ديمومة المنظومة الخليجية¡ وإصرار الجميع على حتمية تجاوز كل ما يعكر صفو الأخوة¡ وتقوية العلاقات بين حكومات وشعوب دول المجلس¡ هذا الحرص يستشعره العالم¡ الذي يرى في خادم الحرمين "قائداً استثنائياً" للمجلس¡ قادراً على قيادة دفته بنجاح باهر¡ والوصول به إلى بر الأمان¡ متجاوزاً كل ما يعكر الصفو العام ويزيل أسباب الفرقة والضعف.
ولا يحتاج المتابع لمسيرة المنظومة الخليجية¡ أن يبذل جهداً¡ ليتأكد من طبيعة الدور المحوري للمملكة في دعم هذه المسيرة ورعايتها وحمايتها من كل الأخطار المحيطة بها¡ تحت مظلة مجلس التعاون¡ هذا الدور سيبقى راسخاً من قلب الرياض النابض بحب الخليج¡ بهدف تحقيق التنسيق الشامل بين الدول الأعضاء في جميع الميادين¡ وصولاً إلى الوحدة المنشودة¡ وتعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون القائمة بين القيادات والشعوب.




http://www.alriyadh.com/1861274]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]