ليس من الجديد القول إن السنة الماضية 2020 كانت سنة عجيبة غريبة¡ لم يكن يُتوقع أن يحدث فيها كل ذلك¡ لم يكن يُتصور أن يتوقف كل شيء¡ وأن نلزم بيوتنا وتتحول شوارع مدن العالم إلى ما كان يصور في أفلام الخيال العلمي من سكون يرافق مصيبة حلّت على كوكب الأرض.
الحمد الله أننا نعيش في بلدٍ ضرب قادته الكرام أروع الأمثلة في الحفاظ على صحة وتعليم ورفاهية أبنائه والمقيمين كذلك¡ لم تنقطع السلع ولم تتوقف الخدمات¡ وحتى اليوم تبذل المملكة الغالي في سبيل توفير اللقاح مجاناً.
يتداول الكثيرون حالياً عبر منصات التواصل الاجتماعي كشف حسابهم في «سنة الكورونا»¡ البعض يتذكرها كما لو كانت إجازة قسرّية¡ آخرون يفخرون بما حققوه من إنجازات شخصية¡ وبقية لا تزال تتذمر مما حدث! غير أنني أكاد أعتبر نفسي من المحظوظين بهذه السنة الفريدة¡ رغم بعض الصعوبات والهفوات التي واجهتها كما الجميع¡ إذ استطعت الاستفادة قدر الإمكان من الحجر المنزلي وتغيّر أسلوب الأعمال.
على مستوى الإبداع الأدبي أنهيت مشروعي المؤجل منذ سنوات بإعادة كتابة مسرحيتي «ميتٌ للبيع»¡ وانتصفت في تأليف كتابين مختلفين¡ أحدهما قصصي والآخر فكري¡ كما قرأت أكثر من خمسين كتاباً في فنون متنوعة¡ استعرضتها عبر مبادرتي الأسبوعية «كل ٍأسبوع كتاب»¡ كما أطلقت مدونتي الشخصية بحلة جديدة محدثة¡ دون إغفال مقالي الأسبوعي هنا في محبوتي «الرياض».
غير أن أحد أهم إنجازتي كان على المستوى الصحي¡ حينما استطعت التغلّب على مقدمات مرضٍ مزمن أصابني قبل أشهر¡ عبر الالتزام بنمط غذائي صحي وبرنامج رياضي¡ مما مكنني من خسارة 17 % من وزني خلال أربعة أشهر فقط! وجعلني أتوقف عن الدواء بعد استشارة الطبيب المختص¡ وما أزال مستمراً في أسلوب حياتي الصحي.
أما في جهة عملي فقد ساهمت بحكم قيادتي لفريق التواصل بتفعيل وسائل العمل عن بعد¡ بالتعاون مع الموارد البشرية وتقنية المعلومات¡ واستطعنا عبور المرحلة بنجاحات لافتة¡ تحولت إلى ممارسات اتصالية مستمرة.
حجر الكورونا كان فرصة لا تعوّض للتقارب العائلي¡ من المصلى المنزلي إلى جلسات السمر الرمضاني¡ من متابعة دراسة الأبناء عن بعد إلى العودة للألعاب العتيقة كالكيرم والشطرنج¡ ومن استغلال أي مساحة بالمنزل إلى نصب مسبح مؤقت قضيت فيه مع أطفالي أوقاتاً لا تقدر بثمن¡ تعلمت من زوجتي إيمان - وهي بالمناسبة مدربة ومستشارة طهي معتمدة - أسرار أطباقنا النجدية والصحية أيضاً¡ قضيت أسابيع متتالية سعيداً بإعادة ترتيب غرفة مكتبتي¡ تخلصت فيها من الزوائد وطورت تصنيف الكتب¡ ناهيك عن الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى في المنزل وافتراضياً مع الأقارب عبر برامج الاتصال المرئي.
لست ممن يتمنون عودة تلكم الأيام¡ لكنني ممتن لتلك المحنة التي جعلتني أنظر للحياة بمنظور حقيقي قريب لما أحب وآمل¡ وكانت سبب قرارات غيّرت مسار مستقبلي نحو الأفضل ولله الحمد.




http://www.alriyadh.com/1862028]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]