إذا كانت الشفافية المتبعة والأرقام المعلنة والمعايير العالمية أثبتت تميز وتقدم المملكة في المجال الصحي ومحاربة الأوبئة والفيروسات والحد من انتشارها¡ فإن العمل الميداني الجبَّار الذي تقدمه وزارة الصحة¡ تنفيذاً لتوجيهات القيادة الحكيمة¡ أثبت للعالم أجمع تقدم الخدمات الصحية في المملكة..
فيما تعاني دول العالم المتقدمة في مجال الصحة من انتشار فيروس كورونا المستجد ومن آثاره العديدة¡ وفيما فقدت هذه الدول المتقدمة عشرات أو مئات الآلاف من أبنائها والمقيمين فيها بسبب انتشار هذا الفيروس¡ وفيما تجاوز عدد المصابين بالفيروس في تلك الدول الملايين من أبنائها والمقيمين فيهاº استطاعت المملكة¡ -بفضل الله- ثم بفضل السياسات الحكيمة التي اتخذتها القيادة الكريمة¡ تحقيق النجاحات المتتالية في محاربة وباء كورونا المستجد حتى تمكنت من الحد من انتشاره¡ والتقليل من عدد المصابين¡ ما أدى لقلة عدد المتوفين بسبب الفيروس إلى الحدود الدنيا عالمياً.
سياسة صحية صارمة وشاملة اتخذتها قيادة المملكة الحكيمة هدفها المحافظة على حياة الإنسان وحفظ حقوقه الكاملة بغض النظر عن دينه وعرقه ولون بشرته والجغرافية التي أتى منها. سياسة أثبتها تاريخ المملكة المديد¡ وتأكدت لدى المجتمع الدولي¡ وتأصلت لدى الرأي العام العالمي مُنذُ اليوم الأول لإعلان انتشار فيروس كورونا المستجد. اهتمام المملكة الدائم بصحة الإنسان وحقوقه عبرت عنه الكلمات الكريمة التي جاءت في خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-¡ الذي بثته واس في 19 مارس 2020م¡ ومنها التالي: "... أؤكد لكم حرصنا الشديد على توفير ما يلزم المواطن والمقيم في هذه الأرض الطيبة من دواء وغذاء واحتياجات معيشية. إن القطاعات الحكومية كافة وفي مقدمتها وزارة الصحة¡ تبذل كل إمكانياتها لاتخاذ التدابير الضرورية للمحافظة على صحة المواطن والمقيم.. أعلم أننا سنواجه المصاعب بإيماننا بالله وتوكلنا عليه¡ وعملنا بالأسباب¡ وبذلنا الغالي والنفيس للمحافظة على صحة الإنسان وسلامته¡ وتوفير كل أسباب العيش الكريم له...".
إن هذه الرعاية الأبوية الكريمة الشاملة¡ التي لم تتوقف يوماً¡ من قيادة المملكة للمواطن والمقيم¡ أُعيد التأكيد عليها في خطاب خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- الذي وجهه للمواطنين والمواطنات بمناسبة إعلان الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1442 / 1443هـ (2021م)¡ وبثته واس في 15 ديسمبر 2020م¡ حيث جاء فيه التالي: "... لقد مرّ العالم بجائحة غير مسبوقة وهي جائحة كورونا التي أثرت سلباً في الاقتصاد العالمي¡ وقد وفقنا الله -في إطار ما جرى اتخاذه حيال هذه الجائحة من إجراءات احترازية استثنائية وتدابير وقائية- إلى التوجيه بتقديم العلاج مجاناً لجميع من أصيبوا بفيروس كورونا من المواطنين والمقيمين ومخالفي نظام الإقامة في جميع المنشآت الصحية العامة والخاصة¡ كما صدر مؤخراً قرار مجلس الوزراء بصرف مبلغ (500) ألف ريال لذوي المتوفى بسبب جائحة كورونا من العاملين في القطاع الصحي الحكومي أو الخاص¡ مدنياً كان أم عسكرياً¡ سعودياً كان أم غير سعودي¡ وأن يسري ذلك اعتباراً من تاريخ تسجيل أول إصابة.. وقد صدرت توجيهاتنا بأن تعطي هذه الميزانية الأولوية لحماية صحة المواطنين والمقيمين وسلامتهم...". وكنتيجة حتمية لهذه الرعاية الملكية والاهتمام العظيم بصحة الإنسان والمحافظة على حقوقه¡ في الحصول على الرعاية والخدمات الصحية المميزة التي وفرتها الدولة¡ استطاعت المملكة أن تتفوق دولياً¡ بحسب المعايير العالمية¡ في المجال الصحي ومحاربة الأوبئة والفيروسات والحد من انتشارها.
وإذا كانت الشفافية المتبعة والأرقام المعلنة والمعايير العالمية أثبتت تميز وتقدم المملكة في المجال الصحي ومحاربة الأوبئة والفيروسات والحد من انتشارها¡ فإن العمل الميداني الجبَّار الذي تقدمه وزارة الصحة¡ تنفيذاً لتوجيهات القيادة الحكيمة¡ أثبت للعالم أجمع تقدم الخدمات الصحية في المملكة التي يقوم عليها ممارسون صحيون تميزهم الاحترافية العالية والدقة المتناهية في أداء أعمالهم وواجباتهم. وإذ نجزم بأن تميز ورُقي الخدمات الصحية في المملكة ليس بالجديد¡ إلا أن الظروف الصحية الحالية المتمثلة بجائحة كورونا أظهرت هذا العمل الميداني الجبَّار وجعلته ملموساً ومشاهداً ومقدراً من جميع أفراد المجتمع¡ مواطنين ومقيمين وزائرين. إن هذا التميز والاحترافية العالية في العمل الميداني الذي تقدمه وزارة الصحة وجميع العاملين فيها دفع سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى المملكة للقول¡ بحسب تصريحه لقناة العربية¡ بعد أن أخذ لقاح كورونا: "شكراً لما تصنعونه لبلادكم. نحن معجبون جداً بما تفعلون. نحن بحاجة أن نكون مثلكم في هذا الشأن".
وفي الختام من الأهمية القول بأن المملكة استحقت أن تكون نموذجاً عالمياً في مجال تقديم الخدمات الصحية بما تبنته من سياسات صحية حكيمة¡ وبما قدمته من خدمات صحية شاملة ومجانية لجميع المواطنين والمقيمين والزائرين ومخالفي نظام الاقامة¡ وبما حققته من نجاحات جبَّارة في سبيل محاربة وباء كورونا والحد من انتشاره¡ وبما تميزت به في مجال تقديم الخدمات الصحية ميدانياً¡ وبما عرف عن العاملين فيها من احترافية عالية والتزام بالمعايير الصحية العالمية. هكذا هي المملكة بقيادتها الحكيمة والكريمة تجعل مواطنيها يشعرون بالفخر بها والتفاخر بإنجازاتها ونجاحاتها¡ وتجعل المقيمين فيها والزائرين لها يتمنون ويدعون لها بدوام الرخاء والرفاه والأمن والاستقرار.





http://www.alriyadh.com/1866347]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]