يقول ستيف جوبز مؤسس شركة آبل: "المجانين والأغبياء والمتمردون والمشاغبون... إنهم يرون الأمور بشكل مختلف ولا يكترثون كثيراً للقواعد. يمكنك الاقتباس منهم وعدم موافقتهم وتمجيدهم وذمهم¡ ولكن الشيء الوحيد الذي لا تستطيع فعله هو تجاهلهمº لأنهم يغيرون ويقودون تقدم البشرية. البعض يراهم أغبياء ولكن أراهم عباقرة لأن الغبي الذي يفكر أنه قادر على تغيير العالم هو الشخص الذي يستطيع فعل ذلك!". مقالة اليوم تتحدث عن التحديات في إدارة المبدعين..
يروي ستان لي الذي ابتكر الكثير من الشخصيات الخارقة التي نعرفها في عالمنا اليوم عن قصته عندما طلب منه المدير بشركة مارفل كوميكس أن يفكر في شخصية خارقة جديدة. وعندما رجع إلى منزله وهو غارق في التفكير فوجىء بحشرة تسير على الجدران. وقتها برقت له فكرة بأن يبتكر شخصية خارقة تستطيع الالتصاق بجدران المباني. فكر بأكثر من خيار كرجل البعوض وحشرات أخرى ولكنه قرر أن يستقر على فكرة الرجل العنكبوت (سبايدر مان). وفي صباح اليوم التالي عرض ستان لي فكرته على مديره بالشخصية الجديدة التي اقترح أن تكون شاباً مراهقاً في مقتبل العمر. وما إن رأى المدير هذه التصاميم إلا واستشاط غضباً وبدأ يشن هجومه على الفكرة الفاشلة والتي لن يسمح لها أبداً بالنشر على مجلات شركته طالباً تقديم فكرة أفضل.. ورغم أن ستان لي قدم أفكاراً جديدة إلا أن حبه وتعلقه بالفكرة لم ينطفئ. وفي يوم من الأيام قررت الشركة إيقاف إصدار مجلة أميزينغ فانتازي وأوكلت مهمة تحرير العدد الأخير إلى ستان لي والذي بدوره وجدها فرصة ذهبية لنشر قصة عن شخصيته الرجل العنكبوت ووضعها على غلاف المجلة بالتعاون مع الكاتب ستيف ديتكو عام 1962م. وكانت المفاجأة الكبرى أن العدد نجح نجاحاً باهراً مما دفع الشركة إلى مواصلة إصدار أعداد وقصص الرجل العنكبوت. ودعا المدير مجدداً ستان لي ليقول له:" أليس رائعاً أن تنجح فكرتنا! لقد أخبرتك أن فكرة الرجل العنكبوت خلاقة ورائعة"..
ولنتحدث عن أهمية هذه الشخصية في عالمنا المعاصر فيكفيك أن المبيعات السينمائية لأفلام الرجل العنكبوت حققت ما يزيد على 6 مليارات دولار أميركي ناهيك عن مبيعات ألعاب الفيديو والمنتجات وغيرها. ولكن أن تتخيل الخسائر المهولة التي كان يمكن أن تحصل للشركة نتيجة رفض فكرة إبداعية بسبب قرار ورأي شخصي من مدير واحد.
وفي حقيقة الأمر أن أصحاب الأفكار الخارجة عن المألوف قد يكونون متعبين لمديريهم والمنظمات التي يعملون فيها خاصة مع احتياجهم للدعم والتمكين. وبالمقابل¡ فإدارة الإبداع لا تعني منح الحرية الكاملة للمبدعين دونما أي ضبط من الإدارة¡ فهنالك ضرورة لتوفير بيئة محفزة على الإبداع وفي نفس الوقت نشر ثقافة الشجاعة في طرح الأفكار الجديدة والنقد البناء لأن الإدارة الروتينية المتحجرة والتي لا تهتم بالإبداع مصيرها الفشل عاجلاً أم آجلاً. وفي الوقت نفسه¡ تحتاج الإدارة أن تضبط الإبداع وتوجهه بشكل ينجح فيه من الجوانب الاقتصادية والتجارية ولا يتنافى مع الأخلاقيات والضوابط.
وختاماً¡ فنصيحتي المتواضعة لكل مسؤول هي أنه من الجميل أن يسجل المرء اسمه في التاريخ ضمن الداعمين للمواهب والمبدعين بعكس المديرين المثبطين والمحاربين للنجاح كذلك المدير الذي رفض الرجل العنكبوت.




http://www.alriyadh.com/1870684]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]