لاختلاف الثقافة وربما لضعفها أحياناً ردود فعل قد لا تكون إيجابية في كل حال.. أذكر أن مدرساً في مدرسة الدرعية كان اسمه "السليك" على ما أظن أو أنه اسم عائلته¡ وكنا نسخر من هذا الأستاذ في دواخلنا¡ بل إن بعضنا قد يصرح بهذه السخرية!! ومن غرائب الصدف أن لنا زميلاً كانت عيارته أو عيارة أهله "السليك".. وكنا نتحاشى إطلاق هذا اللفظ حفاظاً على صداقتنا له¡ ولكننا لم نكن نتردد في ذكر اسم الأستاذ¡ ومع مرور الأيام أصبح الاسم مستساغاً بل خالطنا شعور بأن للاسم هيبة وجلالاً.. وذات مرة عاقب هذا الأستاذ بعضنا بسبب تقصير في الواجب¡ وكنا قرابة الخمسة¡ ومن بيننا ولد "السليك" فضحك أحدنا وقال: السليك يضرب السليك.. فتضاحكنا بلا إرادة.. فغضب الأستاذ وأراد أن يضاعف لنا العقوبة¡ ثم إنه سألنا: لماذا تضحكون¿ فلم نقل شيئاً¡ ولكن عريف الفصل وكان جريئاً قال: يا أستاذ هذا الطالب يعيرونه بالسليك.. فضحك وقال: صحيح¿!.. قال: نعم.. فنظر إليه وقال بتلقائية مضحكة: ولك من أين لك هذا الاسم¿!.. فوجم الطالب ولم يقل شيئاً. ويبدو أن الأستاذ أحس بشيء جعله يحدثنا عن معنى السليك فقال: إن اسم عائلتي ليس نسبة إلى السلك تصغير سليك¡ وإنما هو مأخوذ من رجلٍ شجاع وفارس¡ وكان من الذين يغيرون على قوافل التجار ويأخذ أموالهم ثم يوزعها على الفقراء والمساكين¡ وكان مشهوراً أيضاً بسرعة العدو حتى قيل إن الخيل لا تستطيع اللحاق به إذا ركض..!!** فانتعش زميلنا واستطال ومد رقبته وصار فيما بعد يتباهى بهذا اللقب¡ ولكننا في الفصل فيما بعد لم نعد نطلق عليه ذلك اللقب¡ أما لماذا¿ فلست أدري تماماً¡ ولكن يبدو أنها الغيرة.. فذلك الاسم الذي كنا نراه مزرياً أصبح اسماً يدل على الشجاعة والفخر¡ وهذا ربما أصابنا بالحسد وذلك داء قديم.. ألم يقل الشاعر عمر بن أبي ربيعة:
وَقَديماً كانَ في الناسِ الحَسَد




http://www.alriyadh.com/1870706]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]