تمثل المرحلة الجديدة في العلاقات السعودية - العراقية، مثالاً جلياً على نوعية العلاقات التي يحتاجها العراق الشقيق، لا سيما في هذه الفترة التي هو في أمس الحاجة لمزيد من الاستقرار السياسي، والأمني والاقتصادي، فالنمو المضطرد في العلاقات بين البلدين المحوريين، وتعميق التعاون الأمني أفرز في أولى مخرجاته نجاحاً استثنائياً في ضبط الأمن الحدودي، الأمر الذي أسفر عن انعدام حالات التهريب وحالات الدخول غير النظامي، وهو ما يجسد أعمدة السياسة السعودية الداعمة دوما للاستقرار الإقليمي والدولي، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
ويأتي في إطار تعزيز التشاور بين المملكة وتقوية التنسيق الأمني زيارة وزير الداخلية العراقي للمملكة، ومباحثاته مع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود وزير الداخلية، والهادفة لوضع آليات تعزيز وتقوية أمن واستقرار البلدين الشقيقين، والتي تصب في نهاية المطاف في أمن واستقرار المنطقة، وعلى النقيض من ذلك يتجلى الدور الإيراني السّام في العراق، ونقضه لكل أعراف العلاقات بين الدول، عبر سعيه لزعزعة القطر الشقيق، وخلق كيانات فوق الدولة، من خلال تكوين الميليشيات الطائفية، وزرع بذور الفتنة في أرض الرافدين العزيزة، والعمل على تفتيت العراق وصولاً لطموحاته التوسعية العدوانية، في صورة مختصرة توضح الفارق الهائل بين نموذجي السياسة السعودية والإيرانية.
تمثل المملكة بهذا المعنى خيمة تظلل المنطقة وأشقاءها العرب، وتقف ركناً حصيناً لحماية مصالحهم واستقرارهم، في سياسة واضحة وشفافة لا تضمر نوايا خفية، أو تسعى لتحقيق أجندة توسعية، سياسة تقف على مسافة واحدة من جميع القوى والطوائف، وتتعامل مع الدول عبر عنوانها الوحيد الممثل بإدارتها السياسية، وقواها الرسمية، ونخبها الحقيقية، لا بنسج علاقات مع تشكيلات خارجة عن الدولة، أو تشكيل قوى تعمل خارج القانون كما يفعل النظام الإيراني، فالمملكة ترى أمن واستقرار محيطها مصلحة عليا، وهدفاً استراتيجياً، لتحقيق رؤيتها العظيمة لمنطقة تضاهي العالم الأول تقدماً ورخاءً، وهو ما يناقض تماماً الرؤية الإيرانية التي لا قيامة لمشروعها إلا على جبال من الركام.




http://www.alriyadh.com/1871506]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]