منذ وقت مبكر جداً، اعتبرت المملكة أن مقتل المواطن الصحافي جمال خاشقجي حادثاً مؤلماً وشنيعاً في تفاصيله ونتائجه، لا تقبله الأعراف أو التقاليد، وترفضه الإنسانية في كل زمان ومكان، ومن هنا بادرت المملكة من تلقاء نفسها إلى تقديم المذنبين الحقيقيين عن هذا الحادث إلى المحاكمة، وصدرت بحقهم أحكام نهائية، طالت ثمانية أشخاص منهم، واكتسبت هذه الأحكام الصفة القطعية، بعد أن اطمأنت المحكمة بأن هؤلاء يستحقون هذا العقاب جزاءً بما فعلوا.
التجاوزات التي وقع فيه قتلة خاشقجي، هي أخطاء.. نتيجة اجتهادات شخصية من قبل أفراد، لم يستشيروا فيها رؤساءهم، ولكن الفيصل بين دولة وأخرى هو كيف تتعامل الدولة مع مثل هذه الأخطاء وتعالجها، وكيف ترسخ العدل والحق، ليحصل كل ذي حق على حقه.
التعامل السريع والشفاف مع حادث خاشقجي، عكس أموراً مهمة، "أولها" أن المملكة لا تتردد في تعزيز الحقوق والعدل لجميع مواطنيها بلا استثناء، ولا فرق في ذلك بين مواطن عادي وبين معارض، فلكل منهما حقوق لابد من الحصول عليها، و"ثانيها" أن الحكومة أرضت ضميرها، وقامت بواجبها الأدبي والرسمي تجاه هذا الحادث، وصولاً إلى صدور العقوبة المناسبة بحق المدانين، وبعد هذا، فلا تنتظر المملكة تبرئة أو إدانة من أحد، خاصة أن وقائع الحادث معروفة للجميع، وقد تم إجراء كل التحقيقات والمحاكمات اللازمة بشكل شفاف وواضح، أرضى الجميع، بمن فيهم أفراد عائلة الصحافي المقتول.
ويمكن التأكيد على أن تقرير مدير مكتب الاستخبارات الوطنية الأميركية في رأيه عن حادث مقتل خاشقجي، اعتمد على استنتاجات لا يمكن الجزم بصحتها، لأنها تبقى في إطار التوقعات والتحليلات القائمة على الاعتقاد والظن، وليس على الدليل، ورغم ذلك، سعى البعض إلى استثمار هذه التوقعات لدق اسفين في العلاقات بين الرياض وواشنطن، ولكن لن تفلح محاولاتهم.
فالشراكة بين المملكة والولايات المتحدة قوية وتاريخية ومتينة، وتعمل المؤسسات في البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، وتكثيف التنسيق والتعاون بينهما لتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم.
بقي التأكيد على أن الشعب السعودي يقف خلف قيادته، ويثق في كل ما اتخذته من قرارات للتعامل مع قضية خاشقجي في جميع مراحلها، لمنع تكرار مثل هذا الحادث، وللتأكيد على أن الحكومة لن تتسامح مع مثل هذه التجاوزات مرة أخرى.




http://www.alriyadh.com/1872286]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]