صحيح كلنا تقريبا لدينا أهداف كبيرة كانت أم صغيرة، أشياء نريد تحقيقها في إطار زمني معين. يريد بعض الناس جني المال الوفير في فترة زمنية محددة أو بحلول الوقت الذي يبلغون فيه سنا معينه وبعض الناس يريدون خسارة 20 كيلو أو أقل قبل الصيف، أو خلال أشهر، وهناك على سبيل المثال من يريد تأليف كتاب في الأشهر الستة المقبلة.. ولكن عندما نبدأ في مطاردة مفهوم غير ملموس أو غامض (النجاح - الثروة - الصحة - السعادة)، ونعتبره هدفا فنحن ندخل في خانه أشياء غير ملموسة.. لذا يفضل تحديد هدف ملموس وهذه هي الخطوة الأولى للدخول في علم الأهداف القابله للتنفيذ. وبالمقابل اليوم كلنا لدينا عادات وهي بمثابة خوارزميات تعمل في الخلفية التي تقوي حياتنا.. حيث تساعدنا العادات الجيدة في الوصول إلى أهدافنا بشكل أكثر فعالية وكفاءة، وقد تكون العادات والأشياء السيئة تجعل الأمور أكثر صعوبة أو تمنع النجاح تمامًا.. لذلك تؤثر العادات بقوة على سلوكنا التلقائي.
اليوم العادات والأهداف كل منها يتطلب أشكالا مختلفة من العمل ولكن ما الفرق بينهما.. على سبيل المثال عندما نريد أن نتعلم لغة جديدة فيمكننا أن نقرر أننا نريد أن نتحدث بطلاقة في ستة أشهر وهذا يعتبر (الهدف)، أو يمكننا الالتزام بـ 30 دقيقة من التدريب كل يوم وهذه العادة.. نريد قراءة المزيد من الكتب فيمكننا تحديد هدف قراءة 50 كتابًا بحلول نهاية العام، أو يمكننا أن نقرر دائمًا حمل كتاب معنا فهذه عادة.. نريد قضاء المزيد من الوقت مع عائلاتنا ويمكننا التخطيط لقضاء سبع ساعات في الأسبوع معهم (الهدف)، أو يمكننا اختيار تناول العشاء معهم كل ليلة (عادة).
اليوم عندما نريد أن نتغير غالبًا ما يكون تحديد هدف هو الخطوة الأولى، إلا أن هذا النهج له بعض الجوانب الإشكالية، فالأهداف لها نقطة نهاية هذا هو سبب عودة الكثير من الناس إلى حالتهم السابقة بعد تحقيق هدف معين كون الأهداف تعتمد على عوامل لا نتحكم فيها دائمًا إنها حقيقة لا يمكن تجنبها وهي أن الوصول إلى الهدف ليس ممكنًا دائمًا، بغض النظر عن الجهد المبذول.. قد تعرقل الإصابة هدف اللياقة البدنية أو نفقة غير متوقعة قد تخرب الهدف المالي أو مأساة عائلية قد تعيق هدف الإنتاج الإبداعي. عندما نحدد هدفًا، نحاول تحويل ما هو عادة إلى عملية حسابية لذلك تعتمد الأهداف على قوة الإرادة والانضباط الذاتي وقوة الإرادة وليس مجرد المهارة.
اليوم الغرض من مجموعة عادات جيدة هو ضمان تحقيق أهدافنا بخطوات تدريجية فعندما نسعى لتحقيق شيء ما في حياتنا، من الأفضل أن نستثمر وقتنا في تكوين عادات إيجابية، بدلاً من التركيز على هدف محدد.




http://www.alriyadh.com/1872088]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]