لم يكُن ينقصنا شيء لننطلق سابقين للأُمم، فمن يرى وجه الرياض قبل ستين عاماً، ثم يُعيد رؤيته مرة أخرى، يجد أننا سبقنا أمما مُتقدمة، وأخرى كانت معنا تسير على نفس الدرب، لم يكن اكتشاف البترول وحده نقطة التحول، فعند اكتشاف البترول لدينا، كانت هناك دول قد سبقتنا في اكتشافه، وأخرى عقبتنا، بل كان حُسن التخطيط، والتدبير، والتنفيذ، والانطلاق في مشاريع التنمية، من صحة وتعليم وإسكان وبُنى تحتية، كان لهذه المشاريع الأثر الكبير في وضع المملكة ضمن أكبر عشرين اقتصاداً على مستوى العالم.
لقد كان الاعتماد على البترول كمصدر دخل أوحد، قضية مؤرقة لنا، عشنا تبِعاتها خلال العقود الماضية، فعند ارتفاعه يرتفع التضخم، وعند انخفاضه يحصل انكماش يؤدي لتوقف أو تأجيل بعض المشاريع التنموية. ولكننا نعود اليوم إلى الأمام، بطريقة ومِنهاج لا مثيل لهما، تؤمنان باستمرارية المشاريع التنموية، مثل مشروع "الرياض الخضراء"، ومشاريع البنية التحتية للعالم الرقمي، وعِدّة مشاريع أخرى. نعود بطريقة ومِنهاج تستهدفان مشاريع ضخمة ومُدناً ذكية، وهذا ليس لمنافسة أفضل مُدن العالم وحسب، بل لتتجاوزها، ذكاءً، وتطوراً، وجمالاً، ولعل في مشاريع "نيوم" و"القدية" و"آمالا" واستغلال المُدن الاقتصادية خيرُ مثال.
نعود اليوم إلى الأمام، بذراع استثماري قوي في الداخل والخارج، فصندوق الاستثمارات العامة والذي تم إعادة تشكيله قبل أربعة أعوام، وصياغة استراتيجيته، ووضع مستهدفاته، ليُغذي وينشط عِدة قطاعات واعدة في المملكة ومنها السياحة والترفيه، وليعمل جنباً إلى جنب مع كُبرى الشركات صغيرها ومتوسطها، كما أن الصندوق يقتنص الفُرص في عالم الأعمال مُتخطياً حدود وجغرافية المكان، ومُتخطياً تقليدية الاستثمارات، دامجاً في استثماراته بين كبرى الشركات العالمية والشركات الناشئة في القطاعات الواعدة، وهو بذلك يكون مساهماً في نقل التقنية والمعرفة للوطن، ومُحفزاً للمحتوى المحليّ.
سيشهد التاريخ، وسيشهد هذا الجيل والأجيال القادمة، عُمق التفكير، وعلّو الطموح، وقوة الإرادة، والسّعي الدؤوب من قيادتنا لنكون دائما في المُقدمة، لن يكون للصِعاب التي تواجهنا إلا تجاوزها وتحويلها إلى فُرص، ولن تكون الفرص القادمة إلا تمام الاستفادة منها، بما يخدم الوطن والمواطن والمُقيم على هذه الأرض المُباركة، سنعود للأمام، لنكون دائماً في الطليعة والقِمة، بلد عطاء ونماء، وبلد تنوع واندماج، سنعمل جميعاً بجِد واجتهاد خلف قيادتنا الحكيمة لتحقيق ذلك.




http://www.alriyadh.com/1873405]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]