أصيب كتفي ذات مرة إصابة أجبرتني أن أربط ذراعي لبضعة أسابيع، أريد أن أشارككم بعض تأملاتي في تلك الفترة:
هناك أشياء أستطيع أن أفعلها بيد واحدة مثل فتح باب والكتابة والقراءة بل حتى القيادة، وأعرف أن أشياء محددة من الواضح أنها ستكون صعبة أو مستحيلة، فلن أقدر أن أحمل صندوقا يحتاج ذراعين، ومن الأشياء التي لم أستطع أن أفعلها هي ربط الحذاء.. أليس هذا غريبا؟ تستطيع أن تقود سيارة ولكن لا تربط حذاءك!

أعرف البعض ممن يتحاشى المستشفيات ويهاب العمليات لكنها نعمة عظيمة - أي التطور الطبي - ففي الماضي لم يعرفوا التخدير، بينما اليوم هو معجزة معاصرة أوتيناها، وسابقا كان عليهم أن يتعايشوا مع الكثير من الآلام مدى الحياة، أما اليوم فإن عملية قد لا تستغرق 30 دقيقة تحميك من ألم 30 سنة.

الجري ممنوع! نهاني الطبيب عن الجري إطلاقا، واكتشفت أن الجري يستخدم الكتف بنسبة أعلى مما توقعت، خاصة في مرحلة النزول، فالجري قفزة صغيرة وهبوط صغير، ومرحلة الهبوط هذه تضع ضغطا على الكتف لو كان مصابا.. لاحظ الشبكة المعقدة من الترابطات بين الأعضاء.

الصلاة فقط على كرسي، ويجب الاستمرار على هذا الوضع عدة أسابيع، شعرت أن هناك نقصا في صلاتي، أدركت وزن السجود حين يتصل رأسك بالأرض، من دون ذلك قد تشعر أنك لم تؤدِ ما عليك فعلا، وأن هناك نقصا واضحا لا تستطيع أن تجبره، حتى لو كان الشرع يسمح لك بذلك بل يأمرك به.

لا أملك إلا أن أُعجَب بمن عوّد نفسه - بعد أن فقد إحدى يديه - أن يعيش حياته طبيعية، معتمداً على بقية الأعضاء كالفم والركبة وغيرها لتحل محل اليد أو الذراع المفقودة.. قدرة الإنسان على التكيف مدهشة.





http://www.alriyadh.com/1873924]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]