قد يندهش البعض للسلوكيات غير الواعية أو عقلانية المصاحبة للمرض الجسدي عند بعض كبار السن والأطفال وبعض الفئات الأخرى.. ولكنه يطلق عليه في علم النفس المكسب الثانوي وهي الميزة التي تحدث ثانويًا للمرض فالانتقال إلى دور المريض له بعض المكاسب الثانوية العرضية وتشمل تلك المكاسب استخدام المرض لمنفعة شخصية، والمبالغة في الأعراض، والاستخدام الواعي للأعراض لتحقيق مكاسب، وعرض الأعراض دون وعي من دون أساس فسيولوجي وقد تساهم هذه الأعراض في متلازمة الانهيار الاجتماعي واختيار المريض للبقاء فترة أطول تحت الرعاية.
اليوم من هذه السلوكيات التي تصدر عن المريض تم رصد قائمة طويلة منها ضرب النفس والأنانية والجشع غير الصحي والكسل غير الصحي والاستسلام للعجز واعتبار الشخص نفسه أنه عديم الفائدة والقيمة والتصرف بسلبية بناءً على مخاوف غير واقعية كالرهاب والقلق، بما في ذلك سلوك التجنب والوحدة وأيضا الشعور بالوحدة، وأنه غير محبوب، غير مرغوب فيه، مرفوض، ليس شخصية جيدًا بما فيه الكفاية، لا قيمة له، مكروه، غبي وقد يرافق ذلك كراهية الذات والاعتداء على النفس أو غيره من الأمثلة غير المقبولة أو محاولة معاقبة أحد المقربين أو الآخرين المحيطين به للحصول على الراحة من الشعور بالذنب أو العار الحقيقي أو المتخيل وبعض الأفكار السلبية التي تؤكد تعرضه للصدمة والإهمال والقسوة والإهانة والإذلال المتعمد والشعور بالخدر النفسي والحسي، والفراغ والافتقار إلى القيمة، والموت ومحاولة التنفيس عن عدم مسؤوليته تجاه نفسه بالتبرير غير الواقعي بأنه لا يعرف كيف يتخلى عن تلك السلوكيات والأفكار وأنها عقوبة من الله أو نتيجة لظلم الآخرين لإضفاء الشرعية على تلك الأوهام للحصول على التعاطف والشفقة والشعور بالأسف تجاهه.
اليوم ومن خلال العمل مع مجموعة واسعة من العملاء الذين يظهرون أنماطًا سلوكية تهزم الذات، خاصةً مع الاضطرابات الجسدية المعقدة ومشكلات الألم المزمن، لاحظت أن هؤلاء العملاء غالبًا ما يظهرون القليل من الوعي إن وجد بالأغراض التي يخدمها سلوكهم المهزوم للذات. وأطلق فرويد على هذه الأمور المزايا "الثانوية" على المرض أو أكثر منه "على عكس" المكاسب الأولية المرتبطة بالسبب الأصلي للمرض فإن المكاسب "الثانوية" هي نتيجة المرض وبالتالي فإن المكاسب الثانوية تشمل الفوائد النفسية المستمدة من الأعراض الجسدية والعصبية واضطراب الشخصية ومن الناحية العملية قد يكون من الصعب تحديد حدود واضحة بين المكاسب الأولية والثانوية.
اليوم لمعالجة المكاسب الثانوية للمرض فإن أفضل استراتيجية علاجية يفضل أن تتمحور حول زيادة استبصار المريض بالتخلي عن مشكلات المكاسب الثانوية، والتعامل مع قضايا الخسارة الثانوية، وإيجاد وسائل بناءة وغير ضارة لتلبية الاحتياجات الأساسية غير الملباة.




http://www.alriyadh.com/1874617]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]