أطل علينا العام 2020، مع انتشار كورونا في الصين ونذر تحولها إلى جائحة؛ ولذلك كانت الأجواء منذ بداية العام مشوبة بالقلق والترقب مع تصاعد عدد المصابين بها في العالم، ففي هذا الشهر من العام الماضي بدأت المملكة، مثل غيرها، تفرض الإجراءات التقييدية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وسرعان ما دخل حظر التجول الذي سلب منا متعة التسوق وصادر حرية السفر.
ولا ننسى أن هذا الشهر من العام الماضي هو الشهر الذي اختلفت فيه «أوبك +» فيما بينها، وهذا أدى، مع تراجع معدلات نمو الاقتصاد العالمي جراء الجائحة، إلى انهيار أسعار النفط، وفي مثل هذه الظروف كان رفع ضريبة القيمة المضافة تحصيل حاصل، فعائدات النفط تقلصت إلى مستويات، بحيث أصبحت لا تكفي لتغطية مخصصات الرواتب وحدها، التي تحتاج إلى سعر لا يقل عن 55 دولاراً.
ولكن هذا العام بدأ بالبشائر ورؤية الضوء آخر النفق، ففي هذا الشهر الذي شهد الإغلاق العام الماضي، نرى بوادر الأمل، فمتلقّو لقاح كورونا في المملكة قد تعدى عددهم المليون ونصف المليون، هذا في الوقت الذي حصل فيه نحو 380 ألف شخص على المناعة جراء المرض. مما يعني أن هناك ما يقارب مليوني شخص قد أصبحوا محصنين ضد الوباء. ولهذا، ومع تسارع عملية التطعيم بعد دخول الفئات العمرية الشابة المولودة بعد العام 1990، ضمن مستحقي اللقاحات، فإن مناعة القطيع سوف تتحقق لدينا - إن شاء الله - خلال الأشهر القادمة من هذا العام، وهذا التوجه يدعمه نداء وزارة التجارة للأسواق بالتفاعل وتقديم خصومات للمطعمين، الأمر الذي سوف يشجع على تزايد عددهم.
والمملكة ليست الوحيدة في هذا الشأن. فاللقاحات ضد كورونا بدأت في معظم البلدان. ولذلك، فإن مناعة القطيع سوف تتشكل على مستوى العالم. وهذا من شأنه أن يفتح بوابات السفر وخطوط الطيران للمسافرين، خاصة إذا لم تتدخل السياسة، وتم الاعتراف دون تمييز بكافة اللقاحات التي أثبتت فعاليتها، فهذا سوف يشجع عملية التطعيم العالمية من أجل السفر.
من ناحية أخرى، فإن أسعار النفط التي تدنت في أبريل من العام الماضي إلى مستويات منخفضة جداً، وخاصة في الولايات المتحدة، هي الآن تباع بأسعار تحوم حول 70 دولاراً للبرميل. وهذا مهم جداً لاقتصادنا الذي تضرر العام الماضي بشكل كبير جراء الجائحة وانخفاض أسعار النفط. ولذلك فليس غريباً أن تتوقع بعض الدراسات تحسن الأجور والرواتب هذا العام. كذلك، فإن ضريبة القيمة المضافة هي الأخرى مرشحة للانخفاض، خاصة إذا ما واصلت أسعار النفط ارتفاعها. فلندعُ الله أن يجعل هذا العام عام خير وبركة.. آمين.




http://www.alriyadh.com/1874673]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]