يبدو أننا على أعتاب فصل جديد، وربما تطور نوعي للإسكان والمساكن في العالم، ونحن جزء منه بطبيعة الحال. هذا - على الأقل - ما تشير إليه دراسة قام بها واحد من أبرز البيوت الاستشارية الرائدة في مجال الدراسات الاستراتيجية عالمياً، وهو مجموعة بوسطن الاستشارية، التي يطلق عليها اختصاراً (BCG).
تقول الدراسة التي تحمل عنوان "بناء إسكان المستقبل" (Building the Housing of the Future): إن فكرة المسكن تخضع في الوقت الحاضر إلى عوامل تغيير متعددة الأوجه، كما هي طرق بنائه وإنشائه صنفت الدراسة تلك العوامل التي استندت إليها في التوقعات التي ترى أن قطاع الإسكان والمساكن سيشهدها في غضون عقد من السنوات إلى مجموعتين، المجموعة الأولى من العوامل هي ما يمكن اعتبارها ذات صلة بجانب الطلب على المساكن، في حين أن المجموعة الثانية من العوامل هي ما ترتبط بالجانب الآخر وهو جانب العرض للمساكن. تشمل المجموعة الأولى من العوامل كل من ارتفاع معدل التحضر الذي تشهد مدن العالم زيادة في وتيرته، الأمر الذي سيزيد من نسبة التحضر بها بمقدار (22 %) بحلول عام 2030. كما تتضمن كذلك التغير الديموغرافي للسكان في المناطق الحضرية المتمثل في تقلص حجم الأسرة حتى يتوقع أن يصل حجم الأسر المكونة من شخصين فما دون لنسبة (43 %) من إجمالي الأسر حول العالم ببلوغ عام 2030 أيضاً. من تلك العوامل كذلك الاستدامة في البيئة السكنية والوعي بأهمية المباني الخضراء، وتأثير هذا العامل في بناء مساكن المستقبل. يضاف لتلك العوامل أيضاً الشح في المساكن وبالذات منخفضة التكلفة إيجاراً أو تملكاً واضطرار بعض المدن لزيادة الكثافة السكانية في أجزاء من أحيائها القائمة لمواجهة هذا الطلب، هذا بخلاف هيمنة الاقتصاد الرقمي على الحياة في معظم المدن، وتعزيزه للعمل عن بعد من مقر السكن.
أما المجموعة الثانية من العوامل المتعلقة بجوانب العرض فتشمل عامل التطور في تقنية الإنشاء، على نحو استخدام (الروبوتات) والطائرات المسيرة (الدرون) في مواقع الإنشاء وما شابه ذلك. كما تتضمن كذلك التطور في أساليب البناء مثل وحدات البناء مسبقة الصنع من مكونات المساكن، خلاف عامل التطور في تقنيات المباني وتوظيف إنترنت الأشياء من أجل توفير "مساكن ذكية" ذات كفاءة في ترشيد الاستهلاك داخل المساكن وخفض المخلفات الناتجة عن الأنشطة اليومية داخلها.. وللحديث بقية.




http://www.alriyadh.com/1875241]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]