يمثل التنامي المخيف لظاهرة العداء للمسلمين والإسلام في العالم، عرضاً خطيراً يعكس تراخياً دولياً في مواجهة هذا الضرب من ضروب العنصرية المحرمة دولياً وفقاً لـ"إعلان الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري بكافة أشكاله"، ورغم الدعوات المتوالية الصادرة عن العالم الإسلامي، دولاً وهيئات ومنظمات مدنية، بضرورة صدور قرار دولي واضح وصريح بتجريم هذه الظاهرة أسوة بقرارات مماثلة حيال قضايا مشابهة، إلا أن الاستجابة ما زالت ضعيفة ودون المأمول، ولهذا تداعيات خطيرة على السلام والاستقرار العالميين، في تكرار للموقف الدولي المتراخي مع ظاهرة الإرهاب في أواخر القرن الماضي، والتي أفرزت ما نعيشه الآن من استفحال للإرهاب في بقاع الأرض كافة، كما أنه يعيد خطأ المجتمع الدولي المستمر في التعامل مع الميليشيات الخارجة عن منطق الدولة، الأمر الذي يبدو أثره كذلك واضحاً جلياً في منطقتنا عبر تنامي الدور التدميري للميليشيات والقوى الخارجة عن الشرعية في أكثر من دولة.
لذا فإن تجريم كراهية الإسلام أو ما يسمى بظاهرة "الإسلاموفوبيا" يجب أن يتم بصورة عاجلة، لوقف تصاعد هذا التيار والحملة المعادية للمسلمين، لا سيما بعدما باتت واقعاً معاشاً تجاوز مناطق التماس في الدول النامية، وأصبح ظاهرة ملموسة في الدول المتقدمة التي تعلي قيم حقوق الإنسان والمساواة.
وفي هذا السياق يمكن أن تكون دعوة منظمة التعاون الإسلامي للأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى لاعتماد يوم الـ15 مارس من كل عام يوماً دولياً لمكافحة الإسلاموفوبيا مقدمة مثالية لإطلاق تحرك دولي قوي من أجل تعزيز الوعي العالمي بهذه الظاهرة والعمل على احتوائها.




http://www.alriyadh.com/1875365]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]